ألقت الشرطة الألمانية القبض على شخصين في برلين بعد قيامهما بطلاء جزء من جدار ديوان المستشارية الألمانية باللون الأحمر الذي يشبه الدم، وذلك يوم الاثنين الماضي. وقالت الشرطة ومجموعة «الجيل الجديد»، التي تنشط في مجال حماية المناخ، إن هذين الشخصين قاما بطلاء الواجهة الفاتحة لمقر المستشار الاتحادي فريدريش ميرتس بأيديهما. كما رفع الناشطان لافتة كبيرة كُتب عليها عبارة «العمل القذر دام».
“العمل القذر”: عبارة أثارت غضبًا واسعًا
تأتي هذه الواقعة في سياق جدل واسع حول عبارة «العمل القذر» التي كان قد استخدمها المستشار ميرتس في إشادته بالهجوم الإسرائيلي على إيران. وقد صرح ميرتس حينها بأن إسرائيل تقوم بـ«العمل القذر نيابة عن الغرب»، وهي تصريحات أثارت موجة غضب عارمة وردود فعل سلبية على نطاق واسع داخل الأوساط السياسية الألمانية.
تفاصيل القبض على الناشطين والتهم الموجهة إليهما
قامت الشرطة الاتحادية، المكلفة بحماية دار المستشارية، بإلقاء القبض على المرأة والرجل فورًا. وتولت شرطة برلين التحقيقات في القضية، حيث يواجه الناشطان تهمًا تتعلق بـإتلاف الممتلكات بدافع سياسي، بالإضافة إلى خرق قانون حرية التجمعات في ولاية برلين. وأكد متحدث باسم الشرطة أن الناشطين لا يزالان رهن الاحتجاز حتى الآن.
“فلسطين تنهض”: رسالة من قلب الناشط
وبحسب ما نقلته مجموعة «الجيل الجديد»، فإن الشخصين الموقوفين هما من داعمي حملة «بالاستاين رايزينغ» أو «فلسطين تنهض»، وهي حملة فرعية تابعة للمنظمة. ونقلت المجموعة عن الناشط الرجل قوله متأثرًا: «قلبي ينفطر وأنا أرى الناس يموتون يوميًا في قطاع غزة – أطفال، نساء، عائلات. وحقيقة أن حكومتنا تدعم ذلك جعلتني عاجزًا عن الكلام».
سجل الاحتجاجات: من المناخ إلى غزة
تجدر الإشارة إلى أن هذا ليس أول عمل احتجاجي تنفذه المجموعة في سياق الحرب على قطاع غزة الفلسطيني المحاصر. ففي شهر يونيو الماضي، قامت المجموعة بطلاء اللوحة الشهيرة «قبلة الأخوة» في معرض «إيست سايد غاليري» بعبارة باللون الأحمر كُتب فيها بالإنجليزية ما معناه: «أوقفوا الإبادة الجماعية». وفي السابق، كانت احتجاجات منظمة «الجيل الأخير»، وهي السلف المباشر للمجموعة الحالية، تركز بشكل أساسي على المطالبة بجهود كافية وفاعلة في مجال حماية المناخ.