أعلنت شركة هواوي، خلال مؤتمرها السنوي للمطورين في يونيو، عن إطلاق لغة برمجة جديدة مفتوحة المصدر باسم كانغجيه (Cangjie)، المقرر طرحها في 30 يوليو 2025. طوّرت هواوي هذه اللغة على مدار السنوات الخمس الماضية، ضمن استراتيجيتها الرامية لتحقيق الاكتفاء الذاتي التكنولوجي. تهدف هذه الخطوة إلى تقليل الاعتماد على البرمجيات الأجنبية في ظل الضغوط الأمريكية المتزايدة، مما يمثل تحولًا استراتيجيًا مهمًا للشركة.
كوانغجيه: خطوة هواوي نحو الاستقلالية التقنية
صممت كانغجيه لتكون لغة متعددة الاستخدامات، تناسب بشكل أساسي تطبيقات HarmonyOS Next، وهو أحد أبرز منتجات هواوي. الأهم من ذلك، يمكن استخدام هذه اللغة لإنشاء تطبيقات تعمل بسلاسة على نظامي أندرويد وiOS أيضًا. يأتي هذا التوجه ليضع كانغجيه في منافسة مباشرة مع لغات برمجة راسخة مثل جافا وسويفت. تجمع كانغجيه بين قابلية التوسع المتزامن والأمان القوي، بالإضافة إلى دعم الذكاء الاصطناعي المدمج في جوهر اللغة، مما يعزز قدراتها التنافسية.
وُصفت كانغجيه بأنها لغة “متعددة المنظومات”، مما يجعل دمجها سهلاً في سيناريوهات برمجية واسعة ومتنوعة. تتميز هذه اللغة بأنماط برمجة متعددة الوظائف، مع أمان معزز وإدارة متطورة للذاكرة، ما يضمن مرونة وكفاءة عالية للمطورين. تدعي هواوي أن كانغجيه تقدم أداءً أعلى بنسبة تتراوح بين 10 و20% في التطبيقات العملية. وقد ظهر هذا التفوق في تطبيقات الدفع الذكية بمنصات مثل ميتوان (Meituan) ومتاجر جيه دي (JD)، مقارنة بالمكتبات التقليدية المستخدمة حاليًا.
التوسع العالمي وتحدي عمالقة البرمجة
يُعد فتح مصدر لغة كانغجيه ركيزة أساسية ضمن استراتيجية هواوي الأوسع لبناء نظام بيئي مستقل عن التقنيات الأمريكية. كشفت الشركة بالتزامن عن إطلاق نسخة HarmonyOS 6 ونماذج بانغو للذكاء الاصطناعي الجديدة، في تصعيد واضح نحو إنشاء منظومة شاملة. هذه المنظومة تجمع بين الأجهزة والأنظمة والبرمجيات المفتوحة المصدر، مما يعزز رؤية هواوي لمستقبل تكنولوجي مستقل.
تأمل هواوي، بتقديم لغة كانغجيه مفتوحة المصدر والموجهة نحو دعم الذكاء الاصطناعي وتطوير تطبيقات الأجهزة المحمولة عبر الأنظمة المتعددة، في جذب مطورين عالميين. هذه الخطوة قد تعزز استخدام كانغجيه على نطاق واسع، وربما تغير قواعد اللعبة في قطاعات تعتمد بشكل كبير على لغات مثل جافا وسويفت. ستحدد استجابة مجتمع المطورين العالمي لهذه اللغة، بعد فتح مصدرها في 30 يوليو 2025، مدى نجاحها في التغلغل داخل بيئات البرمجة الحديثة ومنافسة اللغات الرائدة.