أكد الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن نظام الثانوية العامة الحالي قاسي ويمثل “الفرصة الواحدة”، مشيرًا إلى أن نظام البكالوريا المقترح في مشروع قانون التعليم الجديد يمنح الطلاب حرية أكبر وفرصًا متعددة لتحقيق مستقبلهم. جاء ذلك خلال جلسة مجلس النواب لمناقشة تعديلات قانون التعليم، مؤكدًا أهمية التركيز على المهارات.
عقدت الجلسة العامة لمجلس النواب اليوم الإثنين، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي. خصصت الجلسة لمناقشة مشروع قانون تعديل بعض أحكام قانون التعليم رقم 139 لسنة 1981. جاء رد الوزير على تساؤلات النائب الدكتور أسامة العبد، وكيل لجنة الشؤون الدينية، حول الفروق الجوهرية بين نظامي الثانوية العامة والبكالوريا المقترح.
البكالوريا: نقلة نوعية تنهي نظام الفرصة الواحدة
وصف وزير التربية والتعليم نظام امتحان “الفرصة الواحدة” بأنه يحدد مصير الطالب من محاولة واحدة، مشددًا على أنه لا مثيل له في أي نظام تعليمي متقدم عالمياً. أوضح الوزير أن المركز القومي للبحوث التربوية درس كل التجارب الدولية، ولم يجد دولة واحدة تعتمد هذا النظام القاسي الذي يشكل ضغطًا نفسيًا هائلاً على الطالب وأسرته.
يمنح نظام البكالوريا المقترح الطالب القدرة على إعادة المحاولة أكثر من مرة دون أن يُحكم عليه بمستقبل لا يريده. فإذا كان حلم الطالب أن يصبح مهندساً ولم يحصل على المجموع الكافي من المحاولة الأولى، بإمكانه الاستمرار لتحقيق هدفه المنشود. هذا هو جوهر النظام الجديد الذي يهدف لتقديم دعم مستمر للطلاب.
مرونة نظام البكالوريا الجديد ومواءمته لمتطلبات سوق العمل
أشار الوزير إلى أن نظام البكالوريا الجديد المقترح في مشروع القانون التعليمي أقرب في طبيعته إلى الشهادات الدولية المعترف بها عالمياً مثل IGCSE وIB. يدرس الطالب في هذا النظام ست مواد أساسية، بالإضافة إلى مادتي التربية الدينية والتاريخ كمقررات إجبارية. تُتاح للطالب فرص تحسين متعددة لدرجاته على مدار عامين دراسيين كاملين.
وشدد الوزير على أن الهدف الأساسي من التعديل ليس تقليل عدد المواد الدراسية، بل الارتقاء بجودة التعليم ومخرجاته الفعلية. يؤكد النظام الجديد توافقه التام مع التطورات العالمية المستمرة ومتطلبات سوق العمل المتغيرة، التي باتت تركز بشكل متزايد على المهارات والكفاءة الفنية والقدرات التحليلية بدلاً من الحفظ والتلقين التقليدي.
التربية الدينية في البكالوريا: رؤية نيابية لترسيخ القيم
من جانبه، تساءل النائب أسامة العبد عن الفروقات الجوهرية بين النظامين، مطالبًا بتوضيحات شاملة وواضحة للطلاب وأولياء الأمور لتجنب أي ارتباك أو تشتت مع وجود نظامين تعليميين متوازيين. أكد العبد على ضرورة شرح “معنى ومبنى” نظام البكالوريا الجديد بكل تفاصيله.
أشاد العبد بجهود اللجنة المشتركة في ترسيخ مكانة مواد التربية الدينية، واللغة العربية، والتاريخ الوطني كمقررات أساسية لا غنى عنها في المشروع الجديد. كما طالب النائب بأن تُدرج مادة التربية الدينية كمادة نجاح ورسوب لضمان احترامها في وجدان الطالب، مشددًا على أهميتها في مواجهة التطرف الفكري وتعزيز الفكر الوسطي بين الشباب.