الإمارات تعزز نفوذها الاقتصادي العالمي بانضمامها لمجموعة البريكس، التي وصفها وزير التجارة الخارجية الدكتور ثاني الزيودي بأنها تكتل استراتيجي بالغ التأثير. شهد التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات ودول المجموعة نموًا ملحوظًا، متجاوزًا 243 مليار دولار في 2023، مع توقعات بزيادة الأرقام في المستقبل القريب مدفوعة بالشراكات المتزايدة.
نمو قياسي للتجارة غير النفطية مع البريكس
أكد الدكتور ثاني الزيودي، وزير التجارة الخارجية الإماراتي، أن مجموعة “البريكس” باتت تمثل أحد التكتلات الاقتصادية الاستراتيجية الأكثر تأثيرًا في الاقتصاد العالمي على مدى العقود القادمة. انضمام الإمارات إلى هذه المجموعة يعكس بوضوح توجه الدولة نحو توسيع وتعميق شراكاتها مع الاقتصادات الناشئة ذات الوزن الاقتصادي المتزايد عالمياً.
كشف الزيودي، في تصريحات خلال لقاء تلفزيوني، أن التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات ودول “البريكس” سجل نموًا لافتًا. بلغ حجم التبادل نحو 243 مليار دولار خلال عام 2023، مسجلاً زيادة تجاوزت 10.5% عن العام السابق. هذا النمو يؤكد على الديناميكية المتزايدة للعلاقات التجارية القوية والمستمرة بين الجانبين.
استمر هذا الزخم الإيجابي بشكل ملحوظ في الربع الأول من العام الجاري، حيث ارتفعت التجارة بنسبة 18% لتصل إلى 68 مليار دولار. هذه الأرقام تؤكد قوة العلاقات الاقتصادية المتنامية والمستمرة بين الإمارات ودول “البريكس”، وتظهر الأهمية المتزايدة لهذه الشراكة الاستراتيجية على مستوى التجارة الدولية والاستثمارات المتبادلة.
توسيع الشراكات الاستراتيجية عالميًا
أشار الدكتور الزيودي إلى أن دولة الإمارات وقعت العديد من اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) مع دول أعضاء رئيسية في “البريكس”. من بين هذه الاتفاقيات الناجحة، تبرز الاتفاقيات الموقعة مع الهند وإندونيسيا، والتي تهدف إلى تعزيز التدفقات التجارية والاستثمارية بين الإمارات وهذه الاقتصادات الكبرى في آسيا.
بالإضافة إلى ذلك، أبرمت الإمارات اتفاقية مهمة مع الاتحاد الأوراسي الذي تُعد روسيا طرفًا رئيسيًا فيه، مما يوسع نطاق الشراكات التجارية إلى مناطق جغرافية أوسع وأسواق جديدة. وأوضح الزيودي أن اتفاقية الميركسور، التي تضم البرازيل كعضو أساسي، أصبحت على وشك الاكتمال خلال أسابيع قليلة، مما سيعزز العلاقات مع أمريكا اللاتينية.
يمثل التبادل التجاري للإمارات مع دول “البريكس” أكثر من 20% من إجمالي تجارتها الخارجية، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذه المجموعة. تعتبر “البريكس” مجالاً حيوياً لنمو الاستثمارات وتوسيع العلاقات الاقتصادية، خاصة في قطاعات محورية ذات أولوية للدولة، مثل الأمن الغذائي والتكنولوجيا المتقدمة.
البريكس: بوابة للاستثمار في الأمن الغذائي والتقنية
تُعد دول مثل الصين والهند والبرازيل من بين أكبر المستهلكين والمصدرين على مستوى العالم، وهي تلعب دوراً أساسياً في سلاسل الإمداد الزراعي والغذائي العالمية. هذا الموقع الاستراتيجي يجعلها شريكاً مثالياً للإمارات في سعيها لتعزيز أمنها الغذائي وتنويع مصادر الإمداد.
كما أن التركيبة السكانية الشابة والكبيرة في هذه الدول تفتح آفاقًا واسعة لتطور ونمو قطاع التكنولوجيا والابتكار. توفر هذه الأسواق فرصاً استثمارية كبيرة في مجالات الرقمنة والحلول التقنية، مما يدعم رؤية الإمارات في التحول لاقتصاد المعرفة المستدام.
اختتم الزيودي حديثه بالتأكيد على أن دولة الإمارات تسير بخطى ثابتة وممتازة نحو تحقيق مستهدفاتها التجارية والاستثمارية الطموحة، على الرغم من التحديات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية الراهنة. وأشار إلى أنه سيتم الإعلان قريبًا عن أرقام جديدة تؤكد هذا التطور الملموس والمستمر في أداء الدولة الاقتصادي.