الريحة طاردته.. جندي إسرائيلي سابق ينهي حياته بعد كابوس غزة ولبنان

في حادثة مأساوية هزّت مدينة صفد، أقدم الجندي الإسرائيلي السابق دانيال إدري، البالغ من العمر 24 عاماً، على إنهاء حياته أول أمس السبت في غابة بيريا القريبة من المدينة التي نشأ فيها. يأتي هذا الحادث ليسلط الضوء على المعاناة النفسية التي يواجهها العديد من العسكريين السابقين.

معاناة صامتة: صدمات الحروب تطارد دانيال إدري

وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «جيروزاليم بوست»، كان دانيال إدري يعاني من مشكلات نفسية حادة، حيث طاردته آلام وذكريات ومشاهد وروائح مؤلمة من تجاربه خلال خدمته العسكرية في كل من لبنان وقطاع غزة. هذه الصدمات خلفت آثاراً عميقة عليه، كان يكافح من أجل التأقلم معها.

صدمة مهرجان نوفا: نقطة تحول في آلامه

تفاقمت حالة دانيال النفسية بشكل كبير بعد تلقيه صدمة قاسية تمثلت في مقتل صديقي طفولته، إليساف بن بورات وغابرييل يشاي باريل، في حادثة مهرجان نوفا الموسيقي الأخير. وقد أكدت عائلة إدري أن هذا الفقدان سبب له ألماً مستمراً، زاد من معاناته القائمة.

اقرأ أيضًا: إنسى التعب.. خطوات اعتراض أهلية حساب المواطن 1446 بسيطة جداً لاسترداد حقك كاملاً

“يستحق التكريم”.. نداء أم دانيال إدري من أجل جنازة عسكرية

كان دانيال هو الثالث بين أربعة أشقاء، وقد فقد والده في سن مبكرة. تناشد والدته، السيدة سيغال، الدولة حالياً بضرورة تكريم ابنها بجنازة عسكرية تليق بتضحيته. وحتى الآن، لم يتم الاستجابة لطلبها هذا.

روَت الأم سيغال أن ابنها كان شغوفاً بالانضمام للجيش، وشعر بسعادة كبيرة عندما استُدعي للخدمة الاحتياطية. وقد تم تسريحه من الجيش الإسرائيلي قبل حوالي خمسة أشهر من وفاته. وذكرت أن دانيال خدم لفترات طويلة كجندي دعم قتالي في القطاعين الجنوبي والشمالي، وكشف لها أنه نقل جثث العديد من الجنود الإسرائيليين الذين سقطوا في المعارك. تتذكر سيغال كلماته المؤلمة: “أخبرني أنه رأى أهوالاً وقال: أمي، لا أستطيع التوقف عن شم رائحة الجثث، فأنا أرى الجثث طوال الوقت”.

تدهور الحالة النفسية ومحاولات العلاج

أوضحت سيغال لموقع «والا» الإسرائيلي أن حالة دانيال النفسية تدهورت بمرور الوقت، مما دفعه للبحث عن الدعم والمساعدة. وقد قام بإجراءات الاعتراف بحالته لدى وزارة الدفاع، مما أهّله للحصول على راتب وعلاج نفسي. ومع ذلك، كانت هناك أيام يعاني فيها من نوبات غضب شديدة، وصلت أحياناً إلى تدمير أجزاء من شقته.

اقرأ أيضًا: زيادة خرافية.. لرواتب المتقاعدين في العراق 2025: تفاصيل غير متوقعة هتفرحك قد السما وكل شيء بات جاهزًا

قبل وفاته بأسبوع، عبر دانيال عن مخاوفه من إيذاء نفسه، وطلب الدخول إلى مستشفى للأمراض النفسية. لكن موظفي المستشفى نصحوه بالانتظار، مؤكدين أنه سيُنقل إلى دار رعاية قريباً. تقول والدته باكية: “كان الوقت ضده، ولم يعد يحتمل الألم”، مضيفةً بحسرة: “على الأقل في وفاته، سيجد الراحة والاحترام، وينال التكريم الذي يستحقه لتضحيته. إنه يستحق جنازة عسكرية”.

رد الجيش الإسرائيلي: لماذا لا يُعتبر دانيال شهيداً؟

في المقابل، أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً بخصوص طلب والدة دانيال، موضحاً أنه وفقاً للقانون الإسرائيلي، يُعدّ شهيد الجيش كل من يتوفى أثناء خدمته العسكرية، سواء كانت خدمة فعلية أو احتياطية. وأضاف البيان بحسم: “لم يكن دانيال إدري في الخدمة الفعلية أو الاحتياطية وقت وفاته، وبالتالي، لا يُمكن اعتباره شهيداً في الجيش، ولا يستحق أن تُقام له جنازة عسكرية”.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *