وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا مشروع قانون ضخم، يتضمن بندًا حيويًا لنقل مكوك الفضاء “ديسكفري” التاريخي إلى مركز فضاء تابع لوكالة ناسا في هيوستن بولاية تكساس. يهدف هذا التحرك إلى تكريم إرث المدينة في مجال الفضاء، وتعزيز الشراكات التجارية، وإلهام الأجيال القادمة من رواد الفضاء والعلماء.
تخصيص تاريخي لمكوك ديسكفري
صادق الرئيس دونالد ترامب على مشروع قانون يبلغ طوله 900 صفحة، بعد يوم واحد من إقراره في الكونجرس بدعم جمهوري. تضمن مشروع القانون بندًا مهمًا أضافه أعضاء مجلس الشيوخ في ولاية تكساس، يقضي بنقل “مركبة فضائية” (مكوك ديسكفري) إلى مركز تابع لناسا يشارك في إدارة برنامج الطاقم التجاري، وعرضها في معرض عام ضمن المنطقة الإحصائية الحضرية التي يقع فيها المركز.
يخصص مشروع القانون 85 مليون دولار لعملية النقل الضخمة، تشمل هذه الميزانية نقل ديسكفري من مركز ستيفن إف. أودفار-هازي التابع لمتحف سميثسونيان الوطني للطيران والفضاء في شانتيلي بفرجينيا، حيث كان معروضًا لمدة 13 عامًا. سيصبح مركز هيوستن الفضائي، وهو مركز الزوار الرسمي لمركز جونسون الفضائي التابع لناسا، موطنه الجديد.
دوافع النقل وأهمية هيوستن
كانت اللغة المبهمة التي صيغ بها هذا البند تهدف إلى تمرير “قانون إعادة مكوك الفضاء إلى الوطن”، الذي قدمه السيناتوران تيد كروز وجون كورنين، لتجاوز قيود مجلس الشيوخ على مشاريع قوانين المصالحة. أكد السيناتور كورنين، بعد موافقة مجلس الشيوخ على نسخته من مشروع القانون، أن “مدينة الفضاء” (هيوستن) كانت تنتظر منذ زمن طويل الحصول على التقدير الذي تستحقه من خلال إعادة مكوك الفضاء ديسكفري إليها.
من جانبه، صرح السيناتور كروز، رئيس لجنة التجارة والعلوم والنقل في مجلس الشيوخ، بأن هيوستن لطالما كانت محور برنامج رحلات الفضاء البشرية الأمريكي، وأن هذا التشريع يكرم هذا الإرث بجدارة. كما أضاف أن هذا القانون يضمن أن أي نقل مستقبلي لمركبة فضائية مأهولة سيعطي الأولوية للمواقع التي لعبت دورًا مباشرًا وحيويًا في برنامج الفضاء المأهول للبلاد، مما يجعل هيوستن مرشحًا رئيسيًا في المستقبل.
رحلة ديسكفري وأهدافها المستقبلية
أوضح كروز أن إحضار مركبة فضائية تاريخية مثل ديسكفري إلى المنطقة سيبرز مساهمات المدينة الحيوية في البعثات الفضائية، ويسلط الضوء على قوة الشراكات الفضائية التجارية الأمريكية، بالإضافة إلى إلهام الأجيال القادمة من المهندسين والعلماء والرواد الذين سيواصلون إرث الريادة الأمريكية في الفضاء. هذا التحرك يعكس رؤية شاملة لدعم التعليم الفضائي والابتكار.
يتضمن مشروع القانون تخصيص ما لا يقل عن 5 ملايين دولار لنقل المركبة المدارية المجنحة، مع تخصيص المبلغ المتبقي لبناء منشأة متخصصة لإيواء المركبة الفضائية في موقعها الجديد. ينص مشروع القانون أيضًا على ضرورة الانتهاء من نقل مكوك الفضاء ديسكفري بحلول الرابع من يناير عام 2027، لكنه لا يحدد كيفية نقل المركبة فعليًا.
يُعد ديسكفري المركبة الفضائية الأكثر تحليقًا في تاريخ الولايات المتحدة، حيث أتم 39 مهمة بين عامي 1984 و2011. خلال عملية إحالة أسطول المكوكات الفضائية إلى التقاعد، صنفت وكالة ناسا ديسكفري على أنه “المركبة الأكثر شهرة”، فقد تم الحفاظ عليه سليماً بشكل أفضل من أتلانتس أو إنديفور، وذلك بهدف استخدامه كنموذج هندسي في متحف سميثسونيان.