قلق عالمي متزايد.. لماذا تفرض بعض الدول قيودًا على استخدام الذكاء الاصطناعي؟
أثار التوسع السريع للذكاء الاصطناعي مخاوف بشأن تأثيره على الوظائف والبيئة والأخلاق، في وقت تتسابق فيه الحكومات لوضع قوانين تنظم هذه التقنية الثورية. بينما يَعِد الذكاء الاصطناعي التوليدي بإمكانيات هائلة في مجالات شتى، يتخوف خبراء من تداعياته المحتملة على سوق العمل والموارد الطبيعية.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتأثيره على حياتنا
يُستخدم الذكاء الاصطناعي حاليًا في العديد من جوانب حياتنا، بدءًا من تخصيص محتوى مواقع التواصل الاجتماعي، وصولًا إلى الاكتشافات الطبية. يساعد الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض وتحليل الصور الطبية، كما يُستخدم في تطوير السيارات ذاتية القيادة والمساعدين الصوتيين مثل سيري وأليكسا. تعتمد منصات مثل فيسبوك وتيك توك على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لعرض المحتوى المناسب للمستخدمين.
الذكاء الاصطناعي التوليدي: قدرات وإمكانيات
الذكاء الاصطناعي التوليدي قادر على إنشاء محتوى جديد، كالقصص والصور والموسيقى، باستخدام نماذج لغوية ضخمة مُدربة على بيانات الإنترنت. تُستخدم تطبيقات مثل ChatGPT لإنشاء نصوص وأكواد برمجية، بينما تُستخدم تطبيقات مثل Midjourney لتوليد صور وفيديوهات من أوامر نصية. هذه القدرات فتحت آفاقًا جديدة في مجالات الإبداع والفن، لكنها أثارت أيضًا تساؤلات حول حقوق الملكية الفكرية.
مخاطر الذكاء الاصطناعي: وظائف، أخلاق، وبيئة
يحذر صندوق النقد الدولي من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على حوالي 40% من الوظائف عالميًا، مما قد يُعمق الفجوة الاقتصادية. كما أُثيرت مخاوف بشأن التحيز في أنظمة الذكاء الاصطناعي، وقدرتها على تكرار التحيزات المجتمعية كالعنصرية والتمييز. بالإضافة إلى ذلك، يُثير استهلاك الطاقة الهائل لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي قلقًا بشأن التأثير البيئي، خصوصًا فيما يتعلق باستهلاك المياه.
الجهود الدولية لتنظيم الذكاء الاصطناعي
بدأت العديد من الحكومات بسن قوانين لتنظيم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. أصدر الاتحاد الأوروبي قانونًا يُقيد استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي عالية المخاطر في قطاعات حساسة كالرعاية الصحية والتعليم. بينما تُركز الصين على حماية بيانات المواطنين، تُفضل بريطانيا اتباع نهج يعتمد على التجربة والفهم قبل فرض أي قيود. تُنسق الولايات المتحدة والمملكة المتحدة جهودهما لتطوير معايير أمان للذكاء الاصطناعي، مع التركيز على تقييم المخاطر.
التحديات الأخلاقية والقانونية للذكاء الاصطناعي
تواجه تقنية الذكاء الاصطناعي تحديات أخلاقية وقانونية متعددة، منها حماية حقوق الملكية الفكرية للفنانين والكتاب، وضمان عدم استخدام التقنية لأغراض ضارة كإنتاج صور مزيفة أو محتوى مسيء. كما تُثير “هلوسة” أنظمة الذكاء الاصطناعي، أي اختلاقها معلومات غير صحيحة، قلقًا بشأن مصداقية المعلومات المنشأة بواسطتها.