كشف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عن رؤية بلاده لحل القضية الفلسطينية، معتبرًا أن السبيل العادل يكمن في إجراء استفتاء شامل يشارك فيه جميع سكان فلسطين الأصليين، بمن فيهم اليهود والمسيحيون والمسلمون. جاء هذا الإعلان خلال غداء عمل لقادة دول «بريكس» في البرازيل، حيث أكد عراقجي أن إيران تعرب عن تحفظاتها على مقترح “حل الدولتين” الوارد في البيان الختامي للقمة، وقد سجلت هذه التحفظات رسميًا بإرسال مذكرة بهذا الصدد.
لماذا ترفض إيران “حل الدولتين”؟
أوضح عباس عراقجي، وفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة مرهون بالتوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية. وأكد على ضرورة كفالة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ووقف “جرائم الكيان الصهيوني” بحقهم، مشددًا على أن هذه الخطوات أساسية لإنهاء التوتر وانعدام الأمن السائد.
وأضاف الوزير الإيراني أن “حل الدولتين”، الذي تكرر طرحه لسنوات طويلة، لم يحقق أي نجاح ملموس. وأشار بوضوح إلى أن الكيان الإسرائيلي هو العائق الأكبر أمام تحقيق هذا الحل. كما وصف عراقجي الدولة الفلسطينية المتخيلة ضمن هذا الحل بأنها لا تعدو كونها “مجرد بلدية”، أي دولة تفتقر للحدود الواضحة، السلطة الحقيقية، والسيادة الملزمة لأي حكومة ذات استقلال، داعيًا الجميع إلى تقييم الوضع بشكل واقعي.
حل إيران المقترح: استفتاء شامل ودولة ديمقراطية واحدة
تؤكد إيران أن الحل العادل لفلسطين يتمثل في استفتاء يشارك فيه جميع سكان الأرض الأصليين، من يهود ومسيحيين ومسلمين، مؤكدةً أنه حل ليس مستحيلاً ولا بعيد المنال. واستشهد عراقجي بتجربة جنوب أفريقيا، التي حققت الاستقرار بعد نظام الفصل العنصري من خلال الاستفتاء والديمقراطية، بدلًا من تقسيم البلاد إلى جزءين.
وشدد عراقجي على ضرورة تكرار هذا النموذج في فلسطين، مؤكدًا أن “حل الدولتين” لن ينجح مستقبلًا، تمامًا كما فشل في الماضي. واختتم تصريحاته بالقول إن الرؤية الإيرانية تتلخص في إقامة دولة واحدة ديمقراطية، يعيش فيها سكان فلسطين الرئيسيون (يهود ومسلمون ومسيحيون) بسلام. وأوضح أن هذه هي السبيل الوحيد لضمان العدالة، والتي بدورها تعد شرطًا أساسيًا لحل القضية الفلسطينية، ومن ثم، لحل باقي المشاكل التي تعاني منها المنطقة.