استراتيجية حاسمة.. بايدو الصينية تركز كل طاقتها على الذكاء الاصطناعي لمحرك البحث وتوليد الفيديو

أطلقت بايدو، عملاق التكنولوجيا الصيني، حزمة جديدة من أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز محرك بحثها الرئيسي وتقديم نموذج مبتكر لتوليد الفيديوهات. تعكس هذه الخطوة تصاعد المنافسة العالمية في الذكاء الاصطناعي، وتسعى الشركة من خلالها لإعادة تشكيل مكانتها في السوق وتقديم تجربة بحث أكثر ذكاءً، مع فتح آفاق جديدة في إنتاج المحتوى المرئي.

تعكس هذه التطورات جهود بايدو المتواصلة لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي في منتجاتها الأساسية. دان آيفز، رئيس الأبحاث التقنية العالمية في شركة Wedbush Securities، أكد على هذا التوجه القوي، مشيراً إلى أن الشركة تتقدم بخطى ثابتة نحو دمج الذكاء الاصطناعي لتحقيق قفزات نوعية وتعزيز قدرتها التنافسية عالمياً.

محرك بحث بايدو: قفزة نوعية بالذكاء الاصطناعي

محرك بحث بايدو، الذي شهد إطلاقه الأول عام 2000، استقبل خلال السنوات الأخيرة إضافات تدريجية لتقنيات الذكاء الاصطناعي. التحديث الأخير يمثل الأضخم منذ عقد كامل، ويأتي في سياق سعي الشركة لتقديم تجربة بحث أكثر ذكاءً وسلاسة للمستخدمين، عبر تطوير آليات متقدمة لفهم الأسئلة والتفاعل معها بفعالية.

اقرأ أيضًا: مفاجأة.. أقصى اليمين الألماني يتبنى نهج ترامب للوصول إلى حكم ألمانيا.

في نسخته المطورة، أصبح محرك البحث قادراً على التعامل مع استعلامات أطول بكثير، حيث يمكنه الآن معالجة نصوص تصل إلى ألف حرف باللغة الصينية. يمثل هذا التحسين نقلة نوعية مقارنة بالحد السابق الذي لم يتجاوز 28 حرفاً، مما يوفر مرونة أكبر للمستخدمين في صياغة استفساراتهم المعقدة والطويلة.

بالإضافة إلى ذلك، أتاحت بايدو للمستخدمين إمكانية استخدام لغة محادثة طبيعية بدلاً من الاعتماد على الكلمات المفتاحية فقط، ما يعكس نقلة نوعية في التفاعل مع محركات البحث. كما تم تفعيل خيارات البحث بالصوت وتحميل الصور، مما يفتح الباب أمام أشكال أكثر تنوعاً وابتكاراً من الإدخال والتفاعل مع المحرك.

هذا التحول يعكس رغبة بايدو في العودة بقوة إلى جذورها كمزود رائد لمحركات البحث، لكنها تستفيد الآن من بوابة الذكاء الاصطناعي. تهدف الشركة من خلال هذه الاستراتيجية إلى إعادة تشكيل مكانتها في السوق الصينية سريعة النمو ومواكبة المنافسة الشرسة عالمياً، عبر تقديم حلول بحثية متطورة للغاية.

اقرأ أيضًا: لصناع المحتوى.. يوتيوب يعلن تحديثات حاسمة لتحقيق الدخل تعرف على أبرز هذه الشروط

MuseSteamer: ثورة في توليد الفيديوهات الواقعية

في موازاة هذا التحديث الشامل، كشفت الشركة أيضاً عن إطلاق نموذج متقدم لتوليد الفيديوهات يحمل اسم MuseSteamer. يعد هذا النموذج الجديد جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية بايدو الأوسع لتوسيع قدرات منتجها الرئيسي في الذكاء الاصطناعي، Ernie Bot، الذي أطلقته الشركة العام الماضي لدعم ابتكاراتها.

على الرغم من أن Ernie Bot لم يحقق بعد نفس الزخم الذي تحظى به نماذج عالمية مثل ChatGPT من أوبن إيه آي، أو حتى نماذج صينية منافسة كـ DeepSeek، فإن إطلاق MuseSteamer يمثل دفعة قوية ومهمة في هذا المضمار. يعزز هذا النموذج الجديد مكانة بايدو في ساحة الذكاء الاصطناعي التوليدي.

يتيح النموذج الجديد للمستخدمين إمكانية توليد فيديوهات واقعية تصل مدتها إلى 10 ثوانٍ بدقة عالية تبلغ 1080p. تجمع هذه الفيديوهات بين الصورة والحركة والصوت، بما في ذلك أصوات بشرية مركبة تمنح المشاهد طابعاً أكثر واقعية وحيوية، مما يفتح آفاقاً واسعة أمام صناعة المحتوى المرئي.

وبحسب ما أعلنته بايدو، فقد حقق MuseSteamer نتيجة مذهلة بلغت 89.38% على مقياس VBench I2V المتخصص في قياس جودة تحويل الصور إلى فيديو. تعد هذه النتيجة الأعلى المسجلة على هذا المعيار حتى الآن، مما يؤكد تفوق النموذج وقدراته الفائقة في إنتاج محتوى مرئي عالي الجودة.

بايدو: ترسيخ الريادة في سباق الذكاء الاصطناعي

بهذه الخطوات الاستراتيجية، تواصل بايدو ترسيخ موقعها الرائد في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي. يأتي ذلك وسط بيئة تنظيمية وتقنية متغيرة، حيث تسعى الشركات الصينية إلى تعزيز الابتكار داخلياً، خاصة بعد القيود الغربية المفروضة على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مما يدفع عجلة التطور بشكل مستقل.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *