تنبيه عاجل.. أستاذ بجامعة الأزهر: لا يجوز مشاركة المنشورات الدينية أو الأخبار دون تحقق

حذّر الدكتور أحمد الرخ، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، من خطورة تداول المحتوى الديني والإخباري عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون تحقق. شدد على أهمية التثبت من المعلومات قبل النشر، مؤكدًا أن المظهر الجذاب لا يعكس بالضرورة صحة المحتوى. دعا الرخ إلى التعقل والتريث لتجنب تضليل الآخرين والوقوع في الكذب، محذرًا من تبعات ذلك.

لماذا يجب التثبت من صحة المعلومات؟

أوضح الدكتور أحمد الرخ أن الصورة الظاهرة للمنشورات، مثل التنسيق الجميل أو الكلمات الرقيقة، لا تعني بالضرورة صحة المعلومات المتضمنة. استشهد بالآية القرآنية الكريمة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾، مؤكدًا أن التثبت والتبين واجبان في جميع الأمور، ويصبحان أكثر إلحاحًا عند نشر الأخبار والمعلومات الدينية. هذا يؤكد على أهمية التحقق الدقيق قبل التداول لضمان المصداقية.

مخاطر النشر العشوائي وتضليل الآخرين

أرشد الدكتور الرخ إلى ضرورة التعقل والتريث في التعامل مع المحتوى المنتشر، مشيرًا إلى توجيه النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبدالقيس: «إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة». فسر العلماء الحلم بالعقل والأناة بالتثبت، مؤكدين أهمية عدم الانخداع بالزينة الظاهرة. شدد على ضرورة التحقق من المعلومة قبل نشرها لتجنب الوقوع في الخطأ أو تضليل الآخرين عن غير قصد.

اقرأ أيضًا: قرارات صادمة.. إسرائيل تقرر إغلاق عدد من سفاراتها وممثلياتها حول العالم

حذر الرخ من خطورة تحول الشخص إلى «إمعة»، يتبع كل ما يُنشر دون تمييز أو فهم عميق. استشهد في هذا السياق بقول الصحابي عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: «لا يكن أحدكم إمعة… إن أحسن الناس أحسن، وإن أساء الناس أساء». هذه المشكلة تتفاقم خصوصًا إذا كانت الخلفية العلمية أو الدينية للشخص ضعيفة، مما يؤدي إلى تضليل الآخرين بسبب منشورات غير موثوقة.

سرد الدكتور الرخ واقعة من تفسير الطبري، حين دخل الإمام علي بن أبي طالب المسجد ووجد رجلًا يعظ الناس. سأله الإمام سؤالًا واحدًا: «هل تعرف الناسخ والمنسوخ؟»، فأجاب الرجل بالنفي. رد الإمام قائلًا: «هلكتَ وأهلكت»، وأمره بالخروج من المسجد. أكد الرخ أن الاجتهاد والتكلم في الدين لهما شروط محددة، ومن لا تتوفر فيه هذه الشروط ليس له الحق في الكلام أو المشاركة في هذا المجال.

المساءلة الدينية والأخلاقية للمشاركات

أكد الدكتور أحمد الرخ أن نشر أي محتوى غير موثوق به، أو كتابة تعليقات توحي بأن شخصًا معينًا قال كلامًا لم يقله – حتى لو كان ذلك بوضع صورته مع عبارة مختلقة – يعد من الكذب الصريح. يلزم الحذر الشديد من هذه الممارسات التي تشوه الحقائق وتنشر المعلومات المضللة، مما يؤثر سلبًا على الرأي العام ويزعزع الثقة.

اقرأ أيضًا: بورسعيد تتغير.. رئيس الأكاديمية العربية للعلوم ومحافظ بورسعيد يبحثان تعزيز فرص التدريب والتأهيل

شدد الرخ على أن كل مشاركة، أو إرسال، أو كتابة، أو تفاعل عبر المنصات الرقمية سيُسأل عنه الفرد يوم القيامة. استشهد بقول الله تعالى: ﴿سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾. دعا الجميع إلى تقوى الله في كل ما يُشارك أو يُنسب لغير أهله، مؤكدًا على المسؤولية الكبيرة المترتبة على المحتوى الرقمي وتأثيره على الأفراد والمجتمعات.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *