تشهد أحوال الطقس في العراق تحولًا ملحوظًا هذا الأسبوع بعد موجة حر شديدة، حيث بدأت كتلة هوائية معتدلة قادمة من شرق أوروبا بالتأثير تدريجيًا. يوفر هذا التغيير المنتظر فرصة لراحة السكان من درجات الحرارة المرتفعة التي أثرت سلبًا على الحياة اليومية، خاصة في المناطق الوسطى والجنوبية. تتناول هذه التغطية طبيعة التغيرات وتأثيرها الفعلي على الأجواء في مختلف مناطق البلاد.
العراق يشهد تحسنًا مناخيًا مرتقبًا
يتحسن الطقس في العراق تدريجيًا مع بداية الأسبوع الأول من شهر يوليو 2025، حيث تتوسع الكتلة الهوائية المعتدلة تدريجيًا لتغطي معظم أنحاء البلاد. تمثل هذه الكتلة “استراحة مناخية” حيوية في قلب الصيف، مانحة السكان فرصة لالتقاط الأنفاس بعد أيام مرهقة من الحرارة الشديدة التي أرهقت الجميع، وخاصة خلال ساعات النهار الطويلة.
أكدت بيانات هيئة الأنواء الجوية أن تأثير الكتلة الهوائية المعتدلة قد بدأ بالفعل منذ يوم الثلاثاء الموافق 1 يوليو. من المتوقع أن يستمر هذا التأثير الإيجابي لقرابة ستة أيام متتالية، مما يضمن أجواء أكثر اعتدالاً واستقرارًا خلال هذه الفترة.
تشهد درجات الحرارة انخفاضًا تدريجيًا وملموسًا في معظم المحافظات العراقية، بما في ذلك العاصمة بغداد التي تسجل انخفاضًا ملحوظًا. هذا التراجع في الحرارة يخفف العبء عن المواطنين ويجعل الأنشطة اليومية أكثر راحة، خاصة بعد فترة طويلة من الارتفاعات القياسية.
يلاحظ تحسن واضح في الطقس خلال فترات الليل وساعات الفجر الأولى، حيث تصبح الأجواء أكثر برودة وانتعاشًا. يسهم هذا التحسن في توفير بيئة مريحة للنوم والاسترخاء، كما يتيح للمواطنين الاستمتاع بالهواء الطلق في هذه الأوقات.
بالإضافة إلى ذلك، تشهد مستويات الغبار في الجو انخفاضًا نسبيًا مما يؤدي إلى تحسن ملحوظ في نوعية الهواء. هذا التطور يعد إيجابيًا للغاية للصحة العامة، ويقلل من المشاكل التنفسية التي تسببها الأتربة، مما يجعل الأجواء أكثر ملاءمة لمختلف الأنشطة.
توفر هذه الظروف الجوية المعتدلة فرصًا مثالية للتنقل والتنزه خلال الفترة المسائية، حيث يمكن للعائلات والأفراد الاستمتاع بالأماكن العامة والحدائق دون عناء الحر الشديد. تعود الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها بعد تحديات الطقس القاسية، مما يعزز من جودة الحياة اليومية.
تحديات مستمرة: رياح وأتربة في الأجواء العراقية
على الرغم من دخول الكتلة الهوائية المعتدلة التي تحمل معها انخفاضًا في درجات الحرارة، لا يزال العراق تحت تأثير منخفض حراري سطحي. يسهم هذا المنخفض في إبقاء بعض المناطق تحت وطأة درجات حرارة مرتفعة نسبيًا، خاصة خلال ساعات الذروة النهارية.
سجلت درجات الحرارة في العاصمة بغداد حوالي 37 درجة مئوية، بينما وصلت في بعض المدن الواقعة في الجنوب والوسط إلى 44 درجة مئوية. هذه الأرقام تشير إلى أن تأثير الكتلة المعتدلة لم يلغِ تمامًا تأثير الموجة الحارة السابقة، مما يستدعي الحذر المستمر.
تهب رياح شمالية غربية نشطة تصل سرعتها إلى 45 كيلومترًا في الساعة، مما يتسبب في إثارة الغبار والأتربة، خاصة في المناطق الصحراوية المفتوحة. تشكل هذه الرياح تحديًا كبيرًا، حيث يمكن أن تؤثر على الرؤية وتسبب إزعاجًا للمواطنين، مما يستدعي توخي الحذر عند التنقل.
يخلق تداخل الكتلة الهوائية المعتدلة مع الكتلة الحارة حالة جوية متقلبة وغير مستقرة. تتطلب هذه التقلبات الحذر الشديد من الجميع، وتحديدًا من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل تنفسية أو أمراض الحساسية، حيث يمكن أن تتفاقم حالتهم الصحية بسبب الغبار وتغيرات الجو المفاجئة.
نصائح ضرورية للتعامل مع تقلبات الطقس
يجب على الجميع تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، خاصة خلال ساعات الظهيرة التي تكون فيها الأشعة فوق البنفسجية في ذروتها. يُنصح بالبقاء في الأماكن الظليلة أو المغلقة لتقليل خطر الإصابة بضربات الشمس والإجهاد الحراري، مما يحافظ على سلامتكم وصحتكم.
يعد الإكثار من شرب المياه والسوائل الأخرى ضروريًا للحفاظ على ترطيب الجسم ومنع الجفاف، خاصة في ظل الأجواء الدافئة وتقلبات درجات الحرارة. يجب الحرص على شرب كميات كافية من الماء بانتظام على مدار اليوم لتعويض السوائل المفقودة.
ينبغي الحد من الأنشطة البدنية الخارجية في فترات الذروة الحرارية، وتأجيلها إلى الأوقات التي تكون فيها درجات الحرارة أكثر اعتدالًا مثل الصباح الباكر أو المساء. يساعد ذلك في تقليل الإجهاد البدني والوقاية من المخاطر الصحية المرتبطة بالحرارة.
تتطلب حماية الفئات الأكثر تأثرًا مثل الأطفال وكبار السن اهتمامًا خاصًا من تقلبات الأجواء. يجب التأكد من بقائهم في بيئة مريحة وجيدة التهوية، وتوفير السوائل اللازمة لهم، وتجنب تعرضهم للغبار أو التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة.
من الضروري متابعة نشرات الطقس الصادرة عن الجهات الرسمية ومراقبة نشاط الرياح، خصوصًا في المناطق المكشوفة والمعرضة للغبار. يساعد ذلك في اتخاذ الاحتياطات اللازمة والتخطيط للأنشطة اليومية بشكل آمن، مما يضمن سلامتكم وراحة بالكم في هذه الظروف المتغيرة.