لقطة.. موقف معالي زايد الطريف بزي رجالي في فيلم “السادة الرجال”

برحيل المخرج رأفت الميهي، خسرت السينما المصرية أحد روادها الذين تميزوا بأسلوب فني فريد، يمزج بين الفانتازيا والعمق الاجتماعي. في مثل هذا اليوم، 7 يوليو 1987، طُرح فيلم “السادة الرجال”، أحد أبرز أعماله، والذي حمل رؤيته المتميزة عبر تحولات شخصياته الكوميدية والدرامية.

رأفت الميهي: رائد الفانتازيا السينمائية

يعد المخرج رأفت الميهي من أهم صانعي الأفلام في تاريخ السينما المصرية، لأسلوبه الفني الفريد الذي مزج الفانتازيا بالواقعية. كان يتميز بقدرته على تقديم موضوعات تبدو كوميدية، لكنها تحمل في جوهرها فلسفة اجتماعية عميقة وفكراً يستحق التأمل. فيلم “السادة الرجال”، الذي صدر في 7 يوليو 1987، جسد هذه الرؤية ببراعة فائقة.

جمع الميهي في “السادة الرجال” كلاً من النجم محمود عبد العزيز ومعالي زايد وهالة فؤاد، ليخلق عملاً فنياً لا يزال محفوراً في الذاكرة. هذا الفيلم كان باكورة تعاونه مع محمود عبد العزيز ومعالي زايد، لتتوالى أعمالهما الناجحة معاً مثل “سمك لبن تمر هندي” و”سيداتي آنساتي”. عكست هذه الأفلام الثلاثة قدرة الميهي على تناول قضايا حساسة بأسلوب سلس وجذاب.

اقرأ أيضًا: أرقام جنان!.. الكشف عن ثروة عمر مرموش الخرافية بعد انتقاله لمانشستر سيتي

كواليس “السادة الرجال”: تحول جريء ومواقف كوميدية

تدور أحداث فيلم “السادة الرجال” حول فوزية، التي تجسدها الفنانة معالي زايد، وهي سيدة متزوجة من أحمد الذي يقوم بدوره محمود عبد العزيز. تنشب المشاكل بين الزوجين بسبب صعوبة الحياة وأعباء المعيشة، وتحديداً استياء فوزية من المعاملة السيئة التي تتلقاها. تقرر فوزية إجراء عملية جراحية جريئة لتتحول إلى رجل، في خطوة صادمة تكشف أبعاداً جديدة للمساواة والعلاقات الإنسانية.

قبل طرح الفيلم بدور العرض، نشرت صحيفة الجمهورية في عددها الصادر يوم الثلاثاء 19 أغسطس 1986، خبراً طريفاً من كواليس تصوير الفيلم. الخبر تحدث عن موقف كوميدي تعرضت له الفنانة معالي زايد أثناء تجسيدها لشخصية سيدة تحولت إلى رجل. أظهرت صورة نشرتها الجريدة النجمين محمود عبد العزيز ومعالي زايد، حيث ظهرت الأخيرة بمظهر رجولي لا يمكن تمييزه.

تبع الخبر تفاصيل الموقف، حيث دخلت معالي زايد والمخرج رأفت الميهي إلى أحد الفنادق بعد أن قصت شعرها بالصورة الرجالية التي ظهرت بها في الفيلم. جلسا في الكافيتريا، فما كان من أحد الجرسونات إلا أن همس في أذن معالي زايد، وهي في زي الرجال، سائلاً: “حضرتك شقيق معالي زايد؟”. ردت الفنانة بغضب: “احترم نفسك، وهل أنا شكلي شكلي نسائي؟”. اعتذر الجرسون متراجعاً، مؤكداً أنها تشبه معالي زايد إلى حد كبير. اعتبر المخرج هذا الموقف فشلاً ذريعاً، وطالب بإعادة عمل المكياج حتى لا يكون لمعالي أي شبه بنفسها كامرأة.

اقرأ أيضًا: صحتك كلها فيه.. الذهب الأبيض.. مشروب يومي يحمي قلبك وعظامك ودماغك

إنتاج الفيلم وقصته: نظرة عميقة في تحديات المجتمع

بدأ تصوير فيلم “السادة الرجال” في الأول من يونيو عام 1986، واستمر لمدة ستة أسابيع كاملة. تكفل رأفت الميهي بنفسه بإنتاج الفيلم، وبلغت تكاليف الإنتاج حينها 280 ألف جنيه مصري، مما يؤكد شغفه بالعمل ورغبته في تقديم رؤيته الفنية دون قيود. الفيلم من تأليف وإخراج رأفت الميهي، ليكرس بصمته الشاملة على العمل.

جرت عمليات تصوير الفيلم في مواقع متعددة ومتنوعة لتعكس واقع الحياة اليومية وتحدياتها. شملت هذه المواقع مستشفى الجلاء للولادة، وشوارع القاهرة الحيوية، ومطار القاهرة الدولي، ومقر جريدة الأخبار، بالإضافة إلى أحد البنوك الخاصة. ساهمت هذه المواقع في إضفاء طابع واقعي على الأحداث، رغم طبيعة الفيلم الفانتازية، مما أضاف عمقاً للقصة التي تناقش الأدوار الجندرية وتحديات الحياة الزوجية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *