كشف طبيب القلب التداخلي الدكتور سانجاي بهوجراج عن عادة يومية بسيطة وفعالة تحدث فارقاً كبيراً في صحة القلب. فالمشي اليومي لمدة تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة لا يعزز صحة القلب فحسب، بل يحسن المزاج وصحة الدماغ ويساهم في زيادة طول العمر بشكل عام، مؤكداً أن البساطة تنقذ الأرواح.
شدد الدكتور بهوجراج على أهمية المشي في مكافحة أمراض القلب، موضحاً أنه ليس ضرورياً “اختراق طريقك إلى طول العمر”. وأكد أن المشي لمدة 20 دقيقة اليومية يحمي القلب لسنوات قادمة، مشيراً إلى قدرة هذه العادة البسيطة على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 50%.
المشي اليومي: درعك الواقي لقلب سليم وحياة أطول
أظهرت دراسة تحليل تلوي واسعة النطاق أُجريت عام 2023 دعماً قوياً لتأكيدات الدكتور بهوجراج. كشفت الدراسة أن المشي لمدة 20 إلى 30 دقيقة فقط يومياً يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 49%، مما يؤكد الفوائد الوقائية الهائلة للنشاط البدني المنتظم.
هذا البحث القيّم كشف أيضاً أن المشي بوتيرة أسرع يرتبط بعدد من الفوائد الصحية الإضافية المهمة. ومن أبرز هذه الفوائد، انخفاض كبير بنسبة 64% في احتمالية التدهور المعرفي، مما يسلط الضوء على دور المشي السريع في الحفاظ على صحة الدماغ.
بالإضافة إلى ذلك، لاحظت الدراسة أن الأفراد الذين يسيرون بوتيرة أبطأ قد يواجهون زيادة في احتمالية التعرض لأعراض الاكتئاب المرتفعة، إلى جانب أعراض القلق المتزايد والضعف المعرفي. تؤكد هذه النتائج بشكل حاسم على الفوائد الصحية المتنوعة للمشي السريع، بما في ذلك تحسين الصحة المعرفية والرفاهية العقلية.
المشي السريع: قوة وقائية للإدراك والصحة النفسية
يساهم المشي السريع بشكل فعال في تحسين الصحة المعرفية والرفاهية العقلية، كما يعزز من زيادة متوسط العمر المتوقع. هذه الفوائد المتعددة تجعل من المشي السريع أداة قوية لتحقيق جودة حياة أفضل وصحة شاملة مستدامة.
آلية عمل المشي السريع: كيف يعزز صحة القلب والمزاج؟
يساعد المشي السريع في خفض ضغط الدم، وهو عامل حيوي في الحفاظ على صحة قلب قوية وسليمة. هذه الممارسة المنتظمة تسهم بفعالية في إدارة مستويات ضغط الدم ضمن النطاق الصحي، مما يقلل من الإجهاد على الأوعية الدموية والقلب.
هذا النشاط يعزز أيضاً الدورة الدموية في جميع أنحاء الجسم، مما يضمن وصول الأكسجين والمغذيات بكفاءة إلى جميع الأعضاء والأنسجة. كما أنه يحسن من تقلب معدل ضربات القلب، وهو مؤشر على كفاءة وقدرة القلب على التكيف مع التغيرات في متطلبات الجسم.
إلى جانب فوائده البدنية الواضحة، يساعد المشي الأسرع بشكل ملحوظ في خفض مستويات هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر. هذا الانخفاض يساهم بدوره في تحسين الحالة المزاجية، مما يبرز العلاقة الوثيقة بين النشاط البدني المنتظم والصحة العقلية والرفاهية النفسية.