فرق الاطفاء السورية مستمرة في معركة ضارية ضد حرائق الغابات التي تلتهم مساحات واسعة من ريف اللاذقية لليوم الرابع على التوالي. تاتي هذه الجهود المتواصلة بدعم اقليمي في ظل ظروف جوية وميدانية شديدة الصعوبة، حيث تسببت الرياح القوية وارتفاع درجات الحرارة في اتساع رقعة النيران بشكل مقلق، ما يهدد البيئة والحياة البرية ويدفع بالسكان الى اخلاء منازلهم بحثا عن بر الامان.
نطاق الدمار وجهود الاخلاء
اندلعت النيران في مناطق حرجية حساسة تشمل غابات العطيرة والريحانية وشلف وزنزف، محولة هذه المناطق الخضراء الى رماد ودمار. لقد اجبرت شدة الحرائق وقربها من التجمعات السكانية على اخلاء عدد من القرى المجاورة، حيث وصلت السنة اللهب الى اطراف المنازل، ما خلف دمارا بيئيا هائلا وخسائر فادحة في الثروة الحرجية التي تعد جزءا اساسيا من النظام البيئي في المنطقة الساحلية. اظهرت لقطات جوية حديثة التقطتها كاميرات الوكالة الاوروبية حجم الكارثة وعمليات الاخلاء المستمرة، مؤكدة على مدى الصعوبات التي تواجه فرق الانقاذ والاطفاء في الميدان.
تحديات تواجه فرق الاطفاء
اعلنت وزارة الطوارئ السورية ان جهود اخماد النيران تجري بمشاركة عشرات الفرق المتخصصة، لكنها تواجه تحديات جمة على الارض. تشمل هذه التحديات وعورة التضاريس الجبلية التي تعيق وصول الاليات، اضافة الى غياب البنية التحتية اللازمة داخل الغابات، مثل الطرق المخصصة للطوارئ وخطوط النار التي تحد من انتشار الحريق. واوضحت الوزارة في بيان رسمي ان العاملين في الميدان يواجهون ايضا مخاطر مباشرة من مخلفات الحرب المنتشرة في بعض المواقع، الامر الذي يزيد من صعوبة وخطورة عمليات التدخل السريع والانتقال بين المواقع المشتعلة، ما يضاعف من اعباء الفرق ويزيد من الحاجة الى الدعم المتواصل.
غرفة عمليات ميدانية ودعم اقليمي
في خطوة تنظيمية حاسمة لاحتواء الكارثة، اعلنت وزارة الطوارئ تشكيل غرفة عمليات ميدانية متكاملة بالتعاون مع منظمات محلية، بهدف تنسيق كافة الجهود اللوجستية والميدانية لضمان استجابة سريعة وفعالة. وقد اكد وزير الطوارئ رائد الصالح في منشور على منصة اكس ان الغرفة باشرت عملها بنقل المياه بشكل عاجل الى فرق الاطفاء المنتشرة، وتنظيم الفرق التطوعية المتخصصة لدعم المهام الميدانية الشاقة. كما تم الدفع باليات ثقيلة لشق مسارات جديدة تحد من تمدد النيران وتساعد في حصرها داخل نطاقات معينة. واشار الصالح الى ان هناك تنسيقا جاريا مع عدة محافظات لتوفير الدعم اللازم، بالاضافة الى الاستعانة بطائرتين مروحيتين للمساعدة في عمليات الاخماد الجوي التي تعد حيوية في المناطق الوعرة. وتلقت سوريا ايضا دعما اقليميا ملموسا تمثل في ارسال تركيا احدى عشرة الية متخصصة. يشارك حاليا في عمليات مكافحة الحريق اثنان وستون فرقة اطفاء تابعة للدفاع المدني، تعمل بلا كلل في الميدان لمكافحة هذا الكابوس المتجدد سنويا، والذي غالبا ما تعززه عوامل مناخية قاسية كالجفاف والرياح الموسمية التي تضرب المنطقة الساحلية.