فتح المدعي العام في العاصمة التركية أنقرة، يوم الأحد، تحقيقاً جديداً بحق زعيم المعارضة التركية البارز أوزغور أوزيل. تأتي هذه الخطوة على خلفية اتهامات بـ «إهانة الرئيس» رجب طيب إردوغان، إلى جانب تهم أخرى، وذلك بعد تصريحات أدلى بها أوزيل عقب توقيف عدد من رؤساء البلديات المعارضين، بحسب ما أفادت تقارير إعلامية.
زعيم المعارضة أوزغور أوزيل تحت مجهر القضاء.. ما هي الاتهامات الجديدة؟
هذا التحقيق الجديد يُعدّ أحدث حلقة في سلسلة من الملاحقات القانونية التي تستهدف مسؤولين منتخبين من حزب الشعب الجمهوري (CHP). بدأت هذه السلسلة بشكل ملحوظ مع سجن رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الشخصية الجماهيرية الشهيرة، في قضية فساد تعود إلى مارس (آذار) الماضي.
ووفقاً لبيان المدعي العام، فإن الكلمات التي نطق بها رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد بعد اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب في 5 يوليو (تموز)، تُصنف على أنها جرائم خطيرة. تشمل هذه الجرائم «إهانة الرئيس (رجب طيب اردوغان)»، و«التشجيع العلني على ارتكاب جريمة»، بالإضافة إلى «إهانة مسؤولين حكوميين وتهديدهم».
تصريحات أوزيل التي أشعلت التحقيق.. ماذا قال؟
رغم أن البيان لم يوضح بالتحديد أي من تصريحات أوزغور أوزيل كانت السبب المباشر في فتح التحقيق، إلا أن أوزيل كان قد ندد بشدة بتوقيف ثلاثة رؤساء بلديات ينتمون إلى حزب الشعب الجمهوري. حينها، قال بلهجة قوية: «سيأخذ كل منا مكانه في التاريخ».
وأضاف أوزيل، في إشارة واضحة للوضع السياسي: «من جهة، هناك من يحمون صناديق الاقتراع، ومن جهة أخرى، هناك من يستسلم لاردوغان ومخاوفه»، مطالباً بضرورة احترام إرادة الناخبين. وتابع قائلاً: «أنتم تنتزعون حقهم في التصويت وتنتزعون رؤساء البلديات الذين انتخبوهم وتضعون الرئيس المستقبلي في السجن»، في إشارة مباشرة إلى أكرم إمام أوغلو، الذي يُعتبر المنافس الأقوى لأردوغان والمرشح المحتمل لحزب الشعب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية لعام 2028.
سجل حافل بالملاحقات القضائية ضد أوزغور أوزيل
هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها أوزغور أوزيل دعاوى قضائية أو تحقيقات:
- نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي: رفع الرئيس إردوغان دعوى قضائية ضده بتهمة «إهانة الرئيس علناً» و«ارتكاب جريمة ضد سمعة وشرف منصب الرئاسة».
- فبراير (شباط) الماضي: رُفعت دعوى قضائية أخرى للطعن في انتخابه رئيساً لحزب الشعب الجمهوري، وذلك على خلفية مزاعم بشراء أصوات خلال مؤتمر الحزب الذي عُقد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.
- الشهر الماضي: فُتح تحقيق آخر بحقه بتهمة إهانة مدعي عام إسطنبول وتوجيه «تهديدات للقضاء» أثناء تجمع جماهيري.
هل ترفع الحصانة البرلمانية عن أوزغور أوزيل؟
تشير تقارير إعلامية محلية إلى أن هناك جهوداً مكثفة تُبذل حالياً لرفع الحصانة البرلمانية عن أوزغور أوزيل. إذا تم ذلك، فقد يواجه السجن في قضية أخرى تتعلق بـ «إهانة مسؤول عام»، مما يضيف بعداً جديداً للمواجهة القضائية المستمرة ضد زعيم المعارضة التركية.