لأول مرة.. فلكيون يلتقطون أول صورة لنجم ميت انفجر مرتين بحدث كوني نادر

التقط علماء الفلك أول صورة واضحة لنجم ميت انفجر مرتين في ظاهرة نادرة تُعرف باسم “السوبرنوفا مزدوجة الانفجار”. هذا الاكتشاف المذهل يقلب المفاهيم الراسخة حول كيفية موت النجوم، ويشير إلى قدرتها على الانفجار دون بلوغ الكتلة الحرجة المعروفة بـ”حد تشاندراسيخار”.

اكتشاف مذهل يغير فهم موت النجوم

نجح فريق من علماء الفلك في تحقيق اكتشاف فلكي غير مسبوق، حيث التقط أول صورة واضحة على الإطلاق لبقايا نجم ميت انفجر مرتين متتاليتين. تُعرف هذه الظاهرة النادرة باسم “السوبرنوفا مزدوجة الانفجار”، وتعد حدثًا كونيًا فريدًا يثير تساؤلات جديدة حول دورة حياة النجوم.

يمثل هذا الرصد تحديًا جوهريًا للمفاهيم العلمية السائدة حول كيفية نهاية حياة النجوم. تشير البيانات الحديثة إلى أن بعض النجوم قد تنفجر كسوبرنوفا دون الوصول إلى الكتلة الحرجة المحددة، المعروفة باسم “حد تشاندراسيخار”، والتي اعتبرت سابقًا شرطًا أساسيًا لحدوث مثل هذه الانفجارات المدمرة.

اقرأ أيضًا: بطريقة مضمونة 100%..شحن شدات ببجي موبايل PUBG Mobile بدون حظر عبر ID

كيف تم رصد الانفجار المزدوج؟

استخدم العلماء أداة MUSE المتطورة على متن تلسكوب “المرصد الأوروبي العملاق” (Very Large Telescope) لرصد بقايا السوبرنوفا القديمة SNR 0509-67.5. تقع هذه البقايا في كوكبة “السمكة الذهبية” (Dorado)، وتبعد حوالي 60 ألف سنة ضوئية عن كوكب الأرض.

كشفت تحليلات دقيقة للحطام النجمي عن بصمة مميزة تتوافق تمامًا مع النماذج النظرية التي تفترض حدوث انفجار مزدوج المصدر. صدرت هذه الدراسة الرائدة في مجلة Nature Astronomy المرموقة بتاريخ 2 يوليو، مقدمة تفاصيل غير مسبوقة حول هذه الظاهرة الكونية النادرة.

يتألف هذا الانفجار المزدوج من مرحلتين رئيسيتين. حدثت المرحلة الأولى عندما انفجر غلاف من الهيليوم غير المستقر على سطح النجم القزم الأبيض. يعتبر القزم الأبيض الشكل النهائي للنجوم المشابهة لشمسنا بعد نفاد وقودها النووي.

اقرأ أيضًا: ثورة كهربائية.. رينو R4 الكهربائية الجديدة: الكشف الكامل عن مميزاتها وسعرها

تسببت هذه الصدمة الأولية في إشعال انفجار ثانٍ أكثر عنفًا وقوة، دمر النجم بالكامل بشكل لا رجعة فيه. تُعد هذه الصورة البصرية الأولى دليلًا مباشرًا على صحة نموذج “الانفجار المزدوج”، الذي كان يُنظر إليه سابقًا كنظرية غير مؤكدة.

يقول برييام داس، الباحث الرئيسي من جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا: “هذا الدليل الفيزيائي يحل لغزًا فلكيًا طال أمده، ويعتبر أقوى دليل بصري حتى الآن على هذا النوع الفريد من الانفجارات النجمية المزدوجة.” يؤكد هذا الاقتباس أهمية الاكتشاف في فهم أعمق للكون.

تأثير الاكتشاف على قياسات الكون

لطالما اعتُبرت السوبرنوفا من النوع Ia “شموعًا معيارية” لا غنى عنها في علم الفلك، تُستخدم بدقة متناهية لقياس المسافات الكونية بسبب ثبات سطوعها النسبي. لكن لغز آلية انفجارها ظل يحير العلماء لعقود طويلة.

يكشف هذا الاكتشاف الجديد أن هذه النجوم قد تنفجر قبل أن تبلغ الكتلة الحرجة المطلوبة، مما قد يؤدي إلى تغييرات جوهرية في طرق تفسير الضوء المنبعث من السوبرنوفات البعيدة. وبالتالي، سيؤثر هذا الفهم الجديد بشكل مباشر على أدوات قياس معدل تمدد الكون.

بالإضافة إلى قيمته العلمية الهائلة، يضيف هذا الاكتشاف صفحة جديدة ومذهلة إلى قصة نهاية حياة النجوم. يبدو أن هذه الأجرام السماوية لا تغادر الكون بصمت، بل تنفجر مرتين وتضيء السماء في عرض كوني فريد قبل أن تختفي إلى الأبد.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *