يا خبر أبيض.. الحكومة الإسرائيلية مهددة بالانهيار بسبب استدعاء الحريديم للجيش

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، عن البدء في إرسال آلاف استدعاءات التجنيد لليهود «الحريديم» المتشددين دينياً، الذين كانوا معفيين من الخدمة العسكرية. وتعتبر هذه الخطوة تهديداً مباشراً لمستقبل الائتلاف الحكومي بقيادة بنيامين نتنياهو.

وأوضح الجيش في بيان له، أنه سيبدأ هذا الأسبوع بإرسال هذه الاستدعاءات لإتمام إجراءات التجنيد للمتدينين الذين لم يعد لديهم صفة «طلاب مدارس دينية»، وذلك بعد انتهاء العمل بالقانون الذي كان يمنحهم الإعفاء. وتُعد مسألة تجنيد اليهود المتشددين من القضايا بالغة الحساسية التي تواجه حكومة نتنياهو.

تاريخ الإعفاء العسكري للحريديم والضغوط الحالية

تُعرف حكومة نتنياهو، التي تشكلت في ديسمبر 2022، بتحالفها مع أحزاب يمينية متطرفة ودينية متشددة، جميعها تسعى جاهدة للحفاظ على إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية. إلا أن هذا الإعفاء يواجه رفضاً شعبياً متزايداً داخل المجتمع الإسرائيلي، خاصة بعد 22 شهراً من الحرب في غزة مع حركة حماس الفلسطينية.

اقرأ أيضًا: المفتاح في ايدك.. ابدأ خطوات تملك بيتك في الإسكان العسكري الأردني 2025.. موعد التسجيل والشروط

يعود ترتيب إعفاء رجال الحريديم من الخدمة العسكرية إلى تأسيس دولة إسرائيل عام 1948، حيث كان يُسمح لهم بعدم التجنيد مقابل تكريس أنفسهم لدراسة النصوص الدينية المقدسة في المدارس الدينية. هذا الإعفاء بحكم الأمر الواقع استمر لعقود.

لكن هذا الوضع لم يدم طويلاً دون تحديات، فقد طعنت المحكمة العليا الإسرائيلية في هذا الإعفاء في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. هذا الطعن أجبر الحكومات المتعاقبة على البحث عن حلول تشريعية مؤقتة لإرضاء المتشددين وضمان دعمهم في الكنيست.

ومع حلول شهر يونيو 2024، زادت الضغوط على الحكومة من جانب المحاكم للمضي قدماً في تجنيد هؤلاء اليهود المتشددين، خاصة في ظل عدم وجود قانون واضح يضمن استمرار إعفائهم.

اقرأ أيضًا: رئيس طاجكستان: المنطقة في مواجهة أزمة إنسانية غير مسبوقة

تفاصيل أعداد المستدعين ومخاوف الحريديم

أوضح بيان الجيش أنه سيتم إرسال الاستدعاءات على دفعات متتالية خلال شهر يوليو المقبل، ليتجاوز العدد الإجمالي 54 ألف أمر استدعاء.

وأكد الجيش التزامه بمواصلة جهوده لتوسيع نطاق تجنيد أفراد المجتمع المتشددين دينياً، مع التأكيد على توفير الظروف الملائمة التي تضمن لهم الحفاظ على أسلوب حياتهم الخاص.

يشكل اليهود «الحريديم» ما يقارب 14% من إجمالي سكان إسرائيل اليهود، أي ما يعادل حوالي 1.3 مليون نسمة. ومن بين هؤلاء، يبلغ عدد الرجال في سن الخدمة العسكرية نحو 66 ألف شخص.

تتباين الآراء داخل مجتمع الحريديم حول هذه القضية؛ ففي حين يرى بعض الحاخامات المتشددين أن دراسة نصوص التوراة تُعد حماية للبلاد لا تقل أهمية عن حماية الجيش، يُبدي آخرون مخاوفهم من أن يؤدي التجنيد إلى توقف الشباب الحريديم عن ممارسة شعائرهم الدينية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *