وقعت شركة تطوير مطار الملك سلمان الدولي، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، مذكرة تفاهم مع شركة الوقود الحيوي المحدودة لتعزيز استخدام الديزل الحيوي بديلاً للوقود الأحفوري خلال إنشاء المطار. تهدف هذه الخطوة الاستراتيجية إلى تقليل البصمة الكربونية للمشروع، مع إمكانية التوسع في الاستخدام خلال مرحلة التشغيل المستقبلية، ما يعكس التزام المطار بالاستدامة البيئية.
تعزيز الاستدامة في بناء المطار
بدأت شركة تطوير مطار الملك سلمان الدولي، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة السعودي، خطوة عملية نحو مستقبل أكثر استدامة عبر توقيع مذكرة تفاهم مع شركة الوقود الحيوي المحدودة. تهدف هذه المذكرة إلى استكشاف وتعزيز استخدام وقود الديزل الحيوي (الطاقة المستدامة) كبديل مباشر للديزل الأحفوري، وخاصة خلال مرحلة بناء المطار الحالية. هذا التوجه يسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية للمشروع.
تتضمن المذكرة إمكانية التوسع في استخدام وقود الديزل الحيوي خلال مرحلة التشغيل المستقبلية للمطار، إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك. هذا التخطيط المسبق يؤكد التزام الشركة الراسخ بتبني حلول طاقة نظيفة ومستدامة على المدى الطويل، بما يتماشى مع الرؤية البيئية للمملكة وأهدافها التنموية.
ماركو ميهيا، الرئيس التنفيذي المكلف لشركة تطوير مطار الملك سلمان الدولي، أكد أن هذا التعاون يمثل خطوة حقيقية نحو بناء مطار يراعي أعلى معايير الاستدامة البيئية. كما شدد على أن الاتفاقية تعكس تبني المطار لحلول طاقة بديلة تواكب التوجهات العالمية الرامية للحد من الانبعاثات الكربونية الضارة.
دور الوقود الحيوي في تقليل البصمة الكربونية
ستسهم شركة الوقود الحيوي المحدودة، بموجب هذه الاتفاقية، في دعم مشروع مطار الملك سلمان الدولي بشكل فعال من خلال توفير حلول طاقة بديلة ومبتكرة. ستعمل الشركة على توريد وقود الديزل الحيوي من نوع B100 ليتم استخدامه في جميع الأعمال الإنشائية الجارية داخل المشروع. هذه الخطوة تعد حيوية لتقليل التأثير البيئي للمطار.
يساهم استخدام وقود الديزل الحيوي B100 بشكل مباشر في تقليل البصمة الكربونية الكلية للمشروع. كما يخفض الانبعاثات الضارة الناتجة عن الآليات والمعدات الثقيلة المستخدمة في عمليات البناء. هذا يجسد التزام المطار بالمعايير البيئية العالمية ويقلل من الأثر السلبي على جودة الهواء المحيط بالمنطقة.
تعد شركة الوقود الحيوي المحدودة من الشركات الوطنية الرائدة في مجالها، حيث تتخصص في تجميع وتكرير الزيوت النباتية والدهون الحيوانية. تحول هذه المواد بفعالية إلى وقود ديزل حيوي عالي الكفاءة وصديق للبيئة. تقدم الشركة خدماتها لعدد من الجهات داخل المملكة العربية السعودية، مستفيدة من منشآتها الصناعية المتطورة في مدينة الجبيل.
عبدالله العتيبي، المدير التنفيذي لشركة الوقود الحيوي، أكد أن هذه الشراكة الاستراتيجية مع شركة تطوير مطار الملك سلمان الدولي ستلعب دوراً محورياً في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري ضمن المشروع. هذا يعزز من مكانة الوقود الحيوي كبديل فعال ومستدام لمواجهة التحديات البيئية.
طموحات مطار الملك سلمان الدولي
يسعى مطار الملك سلمان الدولي ليصبح واحداً من أكبر المطارات في العالم فور اكتماله. سيمتد المطار على مساحة شاسعة تقارب 57 كيلومتراً مربعاً. تشمل هذه المساحة الصالات الحالية التي تعرف باسم صالات الملك خالد، بالإضافة إلى تصميم يتضمن 6 مدارج طيران حديثة.
يضاف إلى ذلك، تخصيص 12 كيلومتراً مربعاً من المرافق المساندة التي تضم أصولاً سكنية وترفيهية ومحلات تجارية متنوعة، وعديد من المرافق اللوجستية المتكاملة. هذا التوسع الشامل يهدف إلى تقديم تجربة فريدة للمسافرين والمستخدمين، وتعزيز مكانة المطار كمركز حيوي.
يتطلع المطار إلى رفع طاقته الاستيعابية لتصل إلى 120 مليون مسافر بحلول عام 2030، مما يعزز قدرته على استيعاب الأعداد المتزايدة من الزوار. كما يستهدف الوصول إلى 185 مليون مسافر، ومرور ما يصل إلى 3.5 مليون طن من البضائع بحلول عام 2050. هذه الأهداف الطموحة تعكس رؤية المملكة لتطوير قطاع الطيران والنقل.