قبل أيام قليلة من انطلاق استعدادات برشلونة للموسم الجديد 2025-2026، لا يزال مستقبل الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيجن أحد الملفات الحساسة داخل النادي الكتالوني، في ظل توجه واضح نحو إعادة هيكلة الفريق، يقوده المدرب الألماني هانز فليك.
ومن المقرر أن يخضع لاعبو الفريق الأول للفحوصات الطبية يوم الأحد 13 يوليو الجاري في المدينة الرياضية “خوان غامبر”، تمهيدًا لانطلاق التدريبات الجماعية، حيث يسعى فليك إلى تشكيل نواة جديدة للفريق، من خلال الدمج بين عناصر الخبرة ومجموعة من لاعبي الفريق الرديف والشباب.
وبحسب صحيفة “سبورت” الإسبانية، فإن إدارة برشلونة اتخذت بالفعل خطوات حاسمة على مستوى حراسة المرمى، بعدما أتمت التعاقد مع الحارس الكتالوني الشاب خوان جارسيا قادمًا من إسبانيول، بعد دفع الشرط الجزائي في عقده. وتشير المؤشرات إلى أن جارسيا سيكون الحارس الأساسي للفريق في المرحلة المقبلة، فيما سيُعتمد على الحارس البولندي فويتشيك تشيزني كخيار ثانٍ، في انتظار الإعلان الرسمي عن تمديد عقده بعد أن نال ثقة فليك خلال الموسم الماضي، حتى في ظل عودة تير شتيجن من الإصابة.
هذا التغيير المرتقب يمثل تحولًا كبيرًا في مسيرة تير شتيجن مع برشلونة، الذي ارتدى قميص الفريق منذ صيف 2014، ونجح في فرض نفسه حارسًا أول منذ عام 2016 عقب تفوقه على التشيلي كلاوديو برافو. ورغم أن عقده يمتد حتى 2028، فإن إدارة النادي ترى أن دوره الرياضي مع الفريق قد وصل إلى نهايته، وتسعى إلى إنهاء العلاقة بشكل يحفظ مكانة اللاعب وتاريخه دون الدخول في صدامات داخلية.
وترى إدارة برشلونة أن شخصية تير شتيجن، ومسيرته الطويلة في النادي، لا تتوافق مع فكرة بقائه كحارس احتياطي، ولذلك قرر المدرب هانز فليك عقد اجتماع مباشر مع مواطنه في بداية فترة الإعداد، لإبلاغه بصراحة ووضوح بدوره الجديد في حال قرر البقاء، أو منحه كامل الحرية في حال رغب في الرحيل.
وفي حال اختار الحارس الألماني الاستمرار ضمن صفوف الفريق، فسيكون على دراية تامة بدوره المحدود، أما إذا فضّل الرحيل، فإن برشلونة أبدى استعداده لتسهيل خروجه بأي وسيلة ممكنة، سواء عبر فسخ العقد بالتراضي، أو تحمل جزء من راتبه، أو منحه بطاقة الخروج الحر إذا تلقى عرضًا مناسبًا.
وحتى الآن، لم تُعقد أي محادثات رسمية بين النادي وتير شتيجن خلال فترة الإجازة، حيث ينتظر الطرفان انطلاق المرحلة التحضيرية لفتح هذا الملف الشائك، مع حرص إدارة النادي الكتالوني على التعامل مع الأمر بأقصى درجات الاحترام والهدوء، تقديرًا لما قدمه الحارس الألماني طيلة سنواته مع الفريق، وسعيًا للحفاظ على الاستقرار داخل المجموعة في ظل المرحلة الجديدة التي يقودها فليك.