دعوةٌ مُلِحّة: أمن الوطن شرطٌ لتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية

أكد علماء الأزهر الشريف، خلال ختام فعاليات الأسبوع الدعوي التاسع، أن حفظ الأوطان من مقاصد الشريعة الإسلامية، وأن حبه يعد عبادة، مطالبين بتنمية ثرواته وصون منجزاته، ورفض كل ما يهدد أمنه واستقراره.

حفظ الأوطان مقصد شرعي

أوضح الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العليا لشئون الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أن حفظ الوطن ليس مجرد شعارات، بل التزام بأعمال تُنجز ومشاريع تُنفذ، وقيم تُوظف من أجل نهضته ورقيه. وأضاف أن التراث الإسلامي يقدم رؤية واضحة لبناء الوطن، ترتكز على ستة أسس:

• دين متبع
• وطن ذو سيادة
• أمن عام
• عدل شامل
• خصب دائم
• أمل فسيح

وأشار إلى أن الترابط بين الكليات الخمس (النفس، العقل، الدين، المال، النسل) وحماية الأوطان واضح، فلا يمكن تحقيقها إلا في وطن آمن ومستقر. ولذلك، فإن أي اعتداء على هذه الكليات يُعد اعتداءً على الوطن.

أهمية تنمية ثروات الوطن وصون منجزاته

بين الدكتور يحيى أن حفظ الوطن يكمن في تنمية ثرواته وصون منجزاته الحضارية والمادية، فلا يتفق مع تخريب المرافق العامة، أو تغييب العقول بالمخدرات، أو إشغال الشباب بتوافه الأمور عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد على أهمية حماية منظومة القيم التي تحصّن المجتمع، فلا يتصور وطن بلا قيم حاكمة.

حب الوطن في الإسلام

أكد الدكتور علي مهدي، أمين سر هيئة كبار العلماء، أن الشريعة الإسلامية أقامت للوطن أحكامًا، موضحًا قوله تعالى: “وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ”. وأشار إلى رخص الصلاة والصيام للمسافر، وعدم نقل الزكاة من الوطن إلى آخر، كأمثلة على أحكام الشريعة المتعلقة بالوطن. واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه من مكة: “وَاَللَّهِ إنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ”. وأكد أن الدين والوطن جناحان لأمة سوية مستقرة.

مظاهر حب الوطن

أوضح الدكتور مهدي أن حب الوطن فطرة، مستشهدًا بتضحيات المصريين، مؤكدًا أنها دليل على عمق إيمانهم. وأشار إلى أن حب الوطن يكون بتلاحم الشعب ووحدة صفه في مواجهة التحديات، وبالوعي والفهم الصحيح للمؤامرات التي تحاك ضده.

فعاليات الأسبوع الدعوي التاسع

استمرت فعاليات الأسبوع الدعوي التاسع بالأزهر الشريف لمدة خمسة أيام، وتناولت محاور متنوعة، منها:

وهدفت هذه الفعاليات إلى بث الوعي الديني الرشيد، وتعزيز البناء الفكري والأخلاقي للمجتمع.