اكتشاف أحفورة نملة عمرها 16 مليون سنة.. أندر من الألماس

اكتشاف نملة متحجرة نادرة عمرها 16 مليون عام في كهرمان الدومينيكان يُغيّر فهمنا لتطور النمل وانتشاره الجغرافي. هذه النملة، التي أُطلق عليها اسم Basiceros enana، تُمثّل أول دليل على وجود سلالة “باسيسيروس” في منطقة الكاريبي خلال عصر الميوسين. يُعتقد أن انقراضها المحلي يعود لتغيرات بيئية ومنافسة مع أنواع أخرى. الاكتشاف يُشبه العثور على الألماس نظرًا لندرة نمل التراب المتحجر.

نملة متحجرة تكشف أسرار التطور

عُثر على نملة متحجرة نادرة، محفوظة بشكل مثالي في كهرمان من جمهورية الدومينيكان، يُقدر عمرها بحوالي 16 مليون عام. تنتمي هذه النملة إلى نوع جديد من النمل الترابي النادر يُسمى Basiceros enana. الاكتشاف يُعد أول دليل مادي على وجود سلالة “باسيسيروس” في منطقة البحر الكاريبي خلال عصر الميوسين، قبل اختفائها الغامض من تلك المنطقة. يُشبه هذا الاكتشاف “العثور على الألماس” نظرًا لندرة نمل التراب، سواءً في أشكاله الحديثة أو المتحجرة.

تفاصيل النملة المتحجرة Basiceros enana

يبلغ طول النملة المتحجرة Basiceros enana حوالي 5.13 مليمتر فقط. على الرغم من صغر حجمها، تُعتبر هذه النملة “كنزًا تطوريًا” يفتح نافذة على نظام بيئي منقرض كان يزخر بنمل مفترس متقن للتمويه. حاليًا، لا توجد أنواع حية من نمل “باسيسيروس” إلا في الغابات المطيرة الاستوائية الجديدة، من كوستاريكا إلى جنوب البرازيل، بعيدًا عن موطنها الكاريبي سابقًا.

التصوير المقطعي يكشف أسرار التمويه

استخدم الباحثون تقنية التصوير المقطعي المحوسب عالي الدقة لدراسة الأحفورة. كشفت هذه التقنية عن تفاصيل دقيقة، مثل الشعيرات المتخصصة التي تُمكّن النمل من جمع جزيئات التربة على أجسامه للتمويه. هذا النوع من التمويه يُعتقد أنه كان موجودًا منذ 16 مليون عام على الأقل.

أسباب انقراض النمل Basiceros enana

يُعتقد أن انقراض نمل Basiceros enana من منطقة البحر الكاريبي يعود إلى مجموعة من العوامل. تشمل هذه العوامل التغيرات البيئية الكبرى خلال العصر الميوسيني، وتقلص الموائل، والمنافسة الشرسة مع أنواع أخرى من النمل. يُشير الباحثون إلى أن أكثر من ثلث أجناس النمل قد اختفى منذ تكوين الكهرمان الدومينيكي.

أهمية الاكتشاف ودلالاته

يُؤكد هذا الاكتشاف أن نمل “باسيسيروس” كان موجودًا في جزر الكاريبي قبل أن يختفي، وهو ما يُناقض الاعتقاد السائد بأنه نشأ حصريًا في أمريكا الجنوبية. يُعد هذا الاكتشاف مهمًا لفهم تطور النمل وانتشاره الجغرافي. كما يُسلط الضوء على أهمية دراسة الأنواع المنقرضة لفهم التهديدات التي تواجه الأنواع الحالية.