رجع من تاني.. تردد قناة البغدادية على نايل سات.. صوت العراق الحر

في خطوة طال انتظارها من قبل جمهورها الواسع، عادت قناة البغدادية لتضيء شاشات المشاهدين في العراق والوطن العربي، معلنةً عن استئناف بثها الرسمي عبر القمر الصناعي نايل سات. لا تمثل هذه العودة مجرد تغيير تقني في بيانات التردد، بل هي إحياء لصوت إعلامي لطالما ارتبط بالجرأة والاستقلالية، خاصة في المشهد العراقي الذي يموج بالتحولات والتحديات. تأتي القناة من جديد لتؤكد على دورها كمنصة حرة، حاملةً معها إرثًا طويلًا من التغطيات الميدانية العميقة والخطاب النقدي البنّاء، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى إعلام يعكس نبض الشارع وهموم المواطنين.

## تردد قناة البغدادية الجديد على نايل سات
أعلنت إدارة القناة عن توفر بثها عبر تردد جديد تم تحديثه لضمان وصول الإشارة بأعلى جودة ممكنة إلى أكبر شريحة من المتابعين. يمكن للمشاهدين الآن ضبط أجهزة الاستقبال الخاصة بهم لاستقبال القناة بسهولة عبر إدخال البيانات التالية، حيث يتوفر البث بتقنيتي SD وHD ليناسب جميع أنواع الأجهزة.

| القمر الصناعي | التردد | الاستقطاب | معدل الترميز | معامل تصحيح الخطأ (FEC) | الجودة |
| :— | :— | :— | :— | :— |:— |
| نايل سات | 10971 | أفقي (H) | 27500 | تلقائي | SD – HD |

## مسيرة إعلامية انطلقت من نبض الشارع
تأسست قناة البغدادية في عام 2005 على يد الإعلامي العراقي عون حسين الخشلوك، واختارت منذ يومها الأول شعارًا يعكس هويتها ورسالتها وهو “من الشعب وإلى الشعب”. استطاعت القناة أن تحجز لنفسها مكانة مرموقة كمنبر إعلامي مستقل، حيث فتحت أبوابها للرأي والرأي الآخر في فترة حساسة من تاريخ العراق، وتحديدًا في السنوات التي أعقبت الاحتلال الأمريكي. تميزت البغدادية في ذلك الوقت بكونها من المنابر القليلة التي تجرأت على نقل حقيقة ما يجري في الشارع العراقي دون تجميل أو تصفية، مما جعلها مصدرًا موثوقًا للمعلومة للكثيرين داخل البلاد وخارجها.

## تحديات العمل الإعلامي وفترة الانقطاع
لم تكن رحلة البغدادية سهلة، فقد جاءت عودتها الحالية بعد فترة من الغياب والصمت فرضتها ظروف سياسية وأمنية بالغة التعقيد. واجهت القناة على مدار سنوات عملها تضييقات متكررة وصلت إلى حد الإغلاق القسري من قبل السلطات، وكان السبب الرئيسي وراء ذلك هو خطابها الإعلامي الذي لم يتردد في كشف ملفات الفساد وانتقاد غياب العدالة. لم يقتصر الأمر على الضغوط السياسية، بل امتد ليشكل خطرًا حقيقيًا على حياة طواقمها، حيث تعرض العديد من مراسليها للمضايقات والتهديد، وصولًا إلى الاغتيال أثناء تأدية واجبهم المهني في ساحات التغطية الميدانية.

## خطاب متجدد لتعزيز قيم المواطنة
اليوم، لا تعود البغدادية فقط بهوية بصرية وتردد جديد، بل تعود بخطاب إعلامي أكثر نضجًا وعمقًا. تركز القناة في دورتها البرامجية الجديدة على دعم الحريات العامة وتعزيز مفاهيم المواطنة، بالإضافة إلى فتح نقاشات معمقة حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تشغل بال المواطن العراقي والعربي. تقدم القناة باقة من البرامج السياسية والاجتماعية الهادفة، من أبرزها برنامج “ستوديو التاسعة” و”البرلمان”، إلى جانب التغطيات المباشرة للأحداث الكبرى في العراق. كما تسعى إلى بناء جسور تواصل مع الجمهور العراقي في المهجر، وربطهم بقضايا وطنهم بعيدًا عن لغة التعصب والتهميش. وفي خضم هذا الواقع الإعلامي المتغير، تواصل البغدادية خوض معركتها للحفاظ على مهنيتها واستقلاليتها، والبقاء كصوت حر في وجه كل محاولات الإسكات.