أمر من السما.. أمين الفتوى: معاملة الزوجات بالإحسان أمر إلهي مُلزم للرجال
الحياة الزوجية ليست مجرد رباط، بل هي أساس استقرار المجتمعات وبناء مستقبل سليم. وفي هذا السياق، كشف أمين الفتوى “عويضة”، خلال لقائه مع الإعلامي مهند السادات في برنامج “فتاوى الناس”، عن توجيه إلهي هام للغاية يمثل ركيزة أساسية لأسرة قوية ومترابطة. فما هي “المعاشرة بالمعروف” ولماذا تحمل دلالة الواجب لا الاستحباب؟
“المعاشرة بالمعروف”.. واجب شرعي وأساس للاستقرار الأسري
أوضح “عويضة” أن هذا التوجيه الإلهي يهدف بشكل أساسي إلى ترسيخ قواعد الاستقرار الأسري، وبناء مجتمع سليم من الداخل يقوم على قيم راسخة مثل المودة، التغافل، والاحترام المتبادل بين الزوجين. فالحياة الزوجية الناجحة ليست مجرد صدفة، بل هي حصيلة عمل دؤوب والتزام بمبادئ سامية.
كيف تطبق مفهوم “المعاشرة بالمعروف” في حياتك؟
أشار أمين الفتوى إلى أن المعاشرة بالمعروف تتطلب التحلي بالحكمة والصبر في كل المواقف. فالمسؤولية تقع على الزوج لتقدير لحظات الضعف أو التقصير التي قد تمر بها الزوجة، والتعامل معها بلين ورحمة. حتى في أوقات الضيق أو الخلافات، يجب أن تكون الأولوية للمعاملة الحسنة. ووجه نصيحة قيمة: “حتى لو شعرت بكراهة منها، لا تظلمها ولا تسيء إليها، بل أحسن إليها وتغافل عما يزعجك.”
معانٍ عميقة للآية الكريمة.. مفاتيح السعادة الزوجية
أضاف أمين الفتوى أن العلماء استخلصوا من الآية الكريمة معاني عميقة تدعم الحياة الزوجية السعيدة، تتضمن:
- مراعاة المشاعر: يجب الانتباه لمشاعر الطرف الآخر وتقديرها.
- الحفاظ على الخصوصية: تجنب إحراج الزوجة أمام الأبناء أو أي شخص آخر.
- التيسير لا التعسير: عدم تحميل الزوجة ما لا تطيق أو ما يفوق قدرتها.
- الكلمة الطيبة والنظرة الودودة: الحرص على أن تكون لغة التواصل مبنية على اللطف والمحبة.
وشدد على أن الحياة الزوجية ليست ساحة خصام أو محاسبة دائمة، بل هي شراكة مبنية على التسامح والتفهم.
حديث نبوي يرسخ قيم الرحمة في الأسرة
لتأكيد أهمية التعامل بلين ورفق، استشهد أمين الفتوى بحديث النبي الكريم: “إخوانكم خولكم، أطعموهم مما تطعمون، وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلّفوهم ما لا يطيقون، فإن كلّفتموهم فأعينوهم“. هذا الحديث العظيم يرسخ مبادئ المعاملة الطيبة والتعاون وتقديم العون بين أفراد الأسرة الواحدة.
الرحمة والتغافل.. سر استمرار الحياة الزوجية الناجحة
واختتم أمين الفتوى حديثه مؤكدًا أن حسن المعاشرة يتجلى في أبسط التصرفات اليومية. فالكلمة الطيبة، وستر العيوب، وتجاوز الهفوات الصغيرة هي مفاتيح استمرار المودة. وأكد بمقولة جامعة: “مش كل حاجة تتحسب وتتقال، الحياة الزوجية مبنية على الرحمة، مش التحقيق“، في إشارة واضحة إلى أن أساس العلاقة الزوجية الناجحة هو التسامح والعطاء وليس التدقيق في كل صغيرة وكبيرة.
اقرأ أيضًا:
شديد الحرارة ورطوبة وشبورة.. الأرصاد تحذر من طقس الـ6 أيام المقبلة