دماغك هتبقى صاروخ!.. طرق مذهلة لزيادة التركيز وتقوية الذاكرة 3 أضعاف وانسى السرحان والنسيان
في عصرنا الحالي، حيث تتدفق المعلومات بلا توقف وتزداد الضغوط الرقمية، أصبح تصفح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. لكن هذا التصفح قد يتحول إلى سبب رئيسي لتشتيت الذهن وإضعاف قدرتنا على التذكر. مع تزايد ارتباطنا بالشاشات والتنبيهات المستمرة، أصبح دماغنا بحاجة ماسة لفترات من الراحة، تمامًا كجهاز الكمبيوتر الذي يحتاج لإعادة التشغيل. المثير للاهتمام أن الأبحاث الحديثة كشفت أن الاسترخاء التام، أي الابتعاد عن أي مجهود عقلي أو تصفح، يمكن أن يحسن التركيز ويقوي الذاكرة بطرق تفوق ما نتخيله. هذا ما سنكشفه في مقالنا.
الاسترخاء الذهني: بوابتك لذاكرة أقوى وتركيز أعلى
تؤكد الأبحاث العلمية الحديثة قوة الاسترخاء الذهني في تحسين الحفظ والتذكر. فقد أثبتت الدراسات أن تخصيص فترة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة من الاسترخاء التام، مع إضاءة خافتة، بعد تلقي معلومات جديدة، يساعد الدماغ على تثبيت هذه المعلومات بفعالية أكبر بكثير من مجرد التكرار أو التركيز الشديد. مثال على ذلك، دراسة كلاسيكية للعالم الألماني مولر وتلميذه بيلزكر عام 1900، حيث قُسم المشاركون إلى مجموعتين بعد حفظ قائمة كلمات. المجموعة التي حصلت على فترة راحة قصيرة تذكرت 50% من الكلمات، بينما تذكرت المجموعة الأخرى التي انتقلت مباشرة لمهمة جديدة 28% فقط. هذه النتائج لم تقتصر على الدراسات القديمة؛ بل تكررت في أبحاث حديثة شملت حتى مرضى السكتات الدماغية، مما يؤكد أن الاسترخاء يقوي الروابط العصبية بين منطقة الحصين والقشرة الدماغية، وهما المسؤولتان عن تخزين المعلومات في الذاكرة طويلة المدى.
نصائح عملية: كيف تطلق العنان لقوة الاسترخاء؟
لتحقيق أفضل النتائج من الاسترخاء الذهني، يُنصح بالجلوس في مكان هادئ، مع إضاءة خافتة. الأهم هو تجنب تصفح الهاتف أو الإنترنت أو القيام بأي نشاط يتطلب جهدًا ذهنيًا. فقد أظهرت التجارب أن مجرد التفكير في أحداث سابقة أو مستقبلية أثناء فترة الراحة يمكن أن يقلل من فعالية عملية التذكر. لذا، احرص على أن تكون هذه الفترات خالية تمامًا من أي نشاط عقلي. ليس هذا فحسب، بل أكدت الدراسات أن فوائد الاسترخاء هذه تمتد لتشمل جميع الأعمار، من الصغار إلى كبار السن، وحتى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الذاكرة مثل الزهايمر. يرى الخبراء أن منح دماغك فترات راحة منتظمة يشبه تمامًا إعادة شحن الأجهزة الإلكترونية، مما يعزز أداء الذاكرة ويزيد من مستوى التركيز لديك بشكل طبيعي ومستمر.