ركيزة غذائية.. السمن البري يعزز الأمن الغذائي في الحدود الشمالية

يُمثل السمن البري في الحدود الشمالية إرثًا ثقافيًا واقتصاديًا، يرتبط بحياة البادية وثروتها الحيوانية، ويحظى بمكانة مميزة في الأسواق والمناسبات، ويتميز بجودته العالية المستمدة من طبيعة مراعي المنطقة.

رحلة إنتاج السمن البري من الحليب إلى المائدة

تبدأ رحلة إنتاج السمن البري من حليب الأغنام، حيث تُعد الحدود الشمالية من أغنى مناطق المملكة بالثروة الحيوانية، إذ تحتضن أكثر من 7 ملايين رأس من الماشية، ما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي الوطني. تتميز مراعي المنطقة، خاصة في فصل الربيع، بنباتات برية مثل القيصوم والشيح والرمث، ما يُضفي على حليب الأغنام نكهة فريدة تنعكس على جودة السمن.

اقرأ أيضًا: خطر أمني.. احذفها الآن: 12 تطبيقًا تتصنت عليك وتسرق رسائل واتساب

صناعة تقليدية تحافظ على أصالتها

بعد حلب الأغنام، يُخض الحليب يدويًا في أوعية جلدية تسمى “الصميل” حتى يتحول إلى زبدة. ثم تُطهى الزبدة على نار هادئة في أوانٍ نحاسية حتى ينفصل الدهن، مُنتجًا سمنًا ذهبي اللون ذو رائحة مميزة. في بعض الأحيان، تُضاف أعشاب برية لتعزيز نكهة السمن وحفظه، قبل تعبئته في قرب جلدية أو أوانٍ زجاجية حديثة.

السمن البري: رمز الكرم وضرورة غذائية

يُعد السمن البري أكثر من مجرد غذاء، فهو جزء من ثقافة المنطقة وتراثها، حيث كان يُستخدم في المقايضة قديمًا. لا يزال السمن حاضرًا على موائد الضيافة، يُقدم مع التمر والقهوة، ويدخل في تحضير أطباق شعبية مثل الجريش والمرقوق، كما يزداد الطلب عليه في الأعياد وموسم الشتاء، ويُباع في الأسواق الشعبية بمدينة عرعر، التي تضم “سوق السمن” التاريخي، ويُباع السمن بأحجام وأسعار متفاوتة، معبرة عن أصالة الموروث الشعبي للمنطقة.

اقرأ أيضًا: هام.. أسماء المشمولين بالوجبة الأخيرة للرعاية الاجتماعية 2025 وموعد الصرف في العراق