اكتشاف مذهل.. نهر كوني يغذي مركز مجرتنا
اكتشف علماء الفلك سحابة غازية عملاقة، تمتد على 200 سنة ضوئية، في منطقة غير مستكشفة بمجرة درب التبانة. تُسمى “سحابة منتصف الطريق”، وتكشف عن نظام قنوات غازية تنقل المواد نحو مركز المجرة، وتحتوي على مناطق نشطة لتكوين نجوم جديدة، بالإضافة إلى آثار انفجارات نجمية سابقة. هذا الاكتشاف يُلقي الضوء على كيفية تشكل النجوم بمعدلات مختلفة في أجزاء المجرة.
سحابة منتصف الطريق: اكتشاف غير مسبوق
اكتشف علماء الفضاء باستخدام تلسكوب غرين بانك الراديوي سحابة غازية ضخمة، أطلقوا عليها اسم “سحابة منتصف الطريق” (Midpoint cloud). تمتد هذه السحابة على مسافة مذهلة تبلغ 200 سنة ضوئية، وتقع في منطقة لم يسبق استكشافها من مجرتنا درب التبانة. يصنف هذا الاكتشاف كسحابة جزيئية عملاقة (GMC)، وهي مناطق معروفة بكثافتها العالية من الغاز والغبار، والتي تُعد مهدًا لتكوين النجوم.
نظام قنوات غازية ونشاط نجمي
تكشف سحابة منتصف الطريق عن نظام معقد من القنوات الغازية. تعمل هذه القنوات كأنابيب عملاقة، تنقل المواد من أطراف مجرة درب التبانة نحو مركزها النابض بالحياة. يُلاحظ في السحابة مناطق نشطة تشير إلى بدايات تكوين نجوم جديدة، حيث رصد العلماء إشارات على تكون كتل غازية كثيفة تتعرض لقصف إشعاعي نجمي قوي. كما عُثر على مصدر قوي لموجات الميكروويف، يُعرف باسم “ميزر”، وهو دليل إضافي على النشاط النجمي المكثف.
آثار انفجارات نجمية وتشكّل المجرة
لا يقتصر دور سحابة منتصف الطريق على ولادة النجوم، بل يمتد إلى توثيق موتها أيضاً. رصد العلماء هياكل تشبه القشور الكروية، يُعتقد أنها ناتجة عن انفجارات نجمية عنيفة تُعرف بالمستعرات العظمى. هذه الانفجارات ساهمت في تشكيل البيئة الحالية للسحابة، وتقدم دلائل قيمة على تاريخ تطور هذه المنطقة من المجرة. يساعد هذا الاكتشاف في فهم كيفية توزيع النجوم في المجرة، ويفسر سبب اختلاف معدلات تشكلها بين المركز وأطراف الأذرع المجرية.