مش كل تقسيط مكسب.. كيف تقودك عروض تقسيط المشتريات عبر التطبيقات في الإمارات لدوامة ديون لا تنتهي؟

تحذيرات مهمة يطلقها خبراء في قطاعي التجزئة والتمويل بشأن الاندفاع وراء تطبيقات تقسيط المشتريات، خصوصاً عند عدم وجود حاجة حقيقية للشراء. هذه التطبيقات، في جوهرها، ليست سوى أدوات تسويقية مبتكرة، هدفها الأساسي هو دفع المستهلكين نحو الشراء غير الضروري، مما يوقعهم في فخ تراكم الديون وقد يقودهم إلى تعثر مالي خطير.

تجارب المستهلكين: هل وقعوا في فخ التقسيط؟

كثيرون من المستهلكين يروون قصصاً واقعية عن تجاربهم المريرة مع أنظمة تقسيط المشتريات عبر التطبيقات. يقول البعض إنهم وجدوا أنفسهم يشترون سلعاً متنوعة في آن واحد، كالإلكترونيات الفاخرة والعطور الثمينة والأثاث الجديد، لكن سرعان ما اكتشفوا أنهم غرقوا في بحر من الأقساط الشهرية. هذه الأعباء المالية لم تكن مجرد إزعاج، بل أدت إلى إرهاق ميزانياتهم وحرمتهم من سداد نفقاتهم الأساسية، مثل فواتير الكهرباء والمياه والخدمات الضرورية الأخرى.

اقرأ أيضًا: المنحة تجدّدت بكل سهولة – تعرّف على طريقة تجديد منحة البطالة الجزائر 2025 من بيتك

تقسيط المشتريات: هل هو استراتيجية تسويقية ذكية أم فخ يهدد أموالك؟

يؤكد الخبراء أن هذه التطبيقات ليست سوى حيل تسويقية متقنة، تستغل نقطة ضعف المستهلك عبر الإغراء بالدفع المؤجل أو الأقساط الشهرية الزهيدة. في كثير من الأحيان، تدفع هذه العروض المغرية المستهلكين لاتخاذ قرارات شراء غير مدروسة أو حتى غير عقلانية، مدفوعين بشعور الخوف من فوات الفرصة (FOMO) إذا لم يشتروا فوراً.

كيف يدفعك التقسيط إلى دوامة الديون ويقضي على أحلام الادخار؟

يحذر الخبراء بشدة من أن الإفراط في الاعتماد على الشراء بنظام التقسيط المتكرر يقلل بشكل كبير من الوعي المالي لدى الأفراد، ويبعدهم عن ثقافة الادخار الضرورية. هذه السهولة الظاهرية في الدفع، التي تبدو جذابة في البداية، كثيراً ما تكون خادعة، وتتسبب في تراكم الأقساط والنفقات الشهرية بشكل سريع، مما يخلق ضغوطاً مالية هائلة تتزايد باستمرار.

اقرأ أيضًا: بعد شد وجذب.. إسرائيل تنهي ملف سفينة «مادلين» بترحيل آخر 3 نشطاء للأردن

نصائح عملية: كيف تحمي نفسك من فخ تقسيط المشتريات؟

يقدم الخبراء مجموعة من النصائح الذهبية لمساعدة المستهلكين على تجنب الوقوع في المشاكل المالية بسبب التقسيط:

  • قاعدة الـ 24 ساعة: قبل أي عملية شراء، امنح نفسك 24 ساعة للتفكير ملياً. هذا التأجيل البسيط قد يغير قرارك بالكامل.
  • السؤال الذهبي: اسأل نفسك دائماً: “هل سأشتري هذا المنتج لو لم يكن عليه خصم أو متاحاً بالتقسيط؟” إجابتك الصادقة قد تكشف لك الحقيقة.
  • متابعة أقساطك الشهرية: احرص على مراجعة إجمالي الأقساط المستحقة عليك شهرياً، وتأكد أنها لا تشكل عبئاً كبيراً على ميزانيتك.
  • تطبيق قاعدة 50/30/20 للميزانية: خصص 50% من دخلك للنفقات الأساسية (مثل الإيجار، الطعام، الفواتير)، و30% للكماليات والترفيه، و20% للادخار والاستثمار.

في الختام، يمكن أن يكون تقسيط المشتريات أداة مفيدة في ظروف معينة وضرورية، لكنه يتحول سريعاً إلى فخ استهلاكي محكم إذا ما افتقر الاستخدام للوعي والتدبير. إن الوعي المالي هو درعك الحصين وخط الدفاع الأول ضد أي ضائقة اقتصادية محتملة. لذلك، من الضروري جداً أن يحدد المستهلكون أولوياتهم بوضوح تام، وأن يتعاملوا مع كل العروض التسويقية، مهما بدت مغرية، بمنتهى الحذر والتروي.

اقرأ أيضًا: النتائج ظهرت خلاص يا جماعة! اكتشف اسمك في قوائم السادس الابتدائي الدور الأول 2025 الآن

صحفي متخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية، يكتب في جريدة "مانشيت" بزاوية تحليلية تجمع بين الدقة والعمق. يهتم بتبسيط القضايا المعقدة وعرضها بلغة واضحة تربط القارئ بالحدث من جميع جوانبه.