شوف بنفسك الليلة.. القمر يقترب من الأرض ويتسبب في ارتفاع ملحوظ للمد والجزر

تستعد الأرض اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 لاستقبال حدث فلكي مميز سيؤثر بشكل مباشر على حركة الأمواج وظاهرة المد والجزر في البحار والمحيطات. يعود السبب في هذا التغيير إلى وصول القمر إلى ما يُعرف بـ”نقطة الحضيض” في مداره حول الأرض، وهي المنطقة التي يكون فيها الأقرب لكوكبنا.

القمر في أقرب نقطة للأرض.. ما هو “الحضيض القمري”؟

أكد الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك السابق بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن القمر سيكون اليوم في أقرب موضع له نسبيًا من الأرض، وهي ظاهرة تُعرف فلكيًا بـ”الحضيض”. هذا القرب الشديد من شأنه أن يؤدي إلى زيادة ملحوظة في ظاهرتي المد والجزر.

وأوضح الدكتور تادرس أن المسافة التي سيبعدها القمر عن الأرض اليوم هي حوالي 363,200 كيلومتر فقط. وبالرغم من أن هذه المسافة تعتبر قريبة جدًا مقارنة بالمسافة المعتادة، إلا أنها لا تجعله مؤهلاً لتصنيفه كـ”قمر عملاق” (Supermoon)، حيث يتطلب هذا التصنيف أن تكون المسافة أقل من 360,000 كيلومتر.

وبين أستاذ الفلك أن اقتراب القمر من الأرض ودخوله في نقطة الحضيض، يؤدي إلى ازدياد قوة الجاذبية القمرية التي تؤثر على كوكب الأرض بشكل مباشر. هذا الازدياد في الجاذبية هو ما يتسبب في ارتفاع نسبي في منسوب المد والجزر، وهي ظاهرة طبيعية معروفة تتكرر في كل مرة يقترب فيها القمر من الأرض.

تأثير الحضيض القمري على المد والجزر والسواحل

تُعد ظاهرة الحضيض القمري إحدى الظواهر الفلكية التي تحمل تأثيرًا واضحًا على العديد من الظواهر الطبيعية على كوكبنا، وعلى رأسها ظاهرة المد والجزر. عندما يصل القمر إلى نقطة الحضيض، تشتد قوة الجذب التي يمارسها على مياه المحيطات والبحار، مما ينتج عنه زيادة في قوة وارتفاع موجات المد والجزر. هذا التأثير يكون ملحوظًا بشكل خاص على المناطق الساحلية، حيث قد تشهد ارتفاعًا في مستويات المياه أكبر من المعتاد.

ويختلف مدى هذا التأثير من منطقة لأخرى، فهو يتوقف على عدة عوامل مثل الموقع الجغرافي للمنطقة، وحالة الطقس السائدة، والظروف البيئية المحلية. ومع ذلك، من المؤكد أن وجود القمر في نقطة الحضيض يسهم في تعزيز تأثير المد والجزر، وهو ما قد يكون له آثار ملموسة على بعض الأنشطة البشرية، مثل عمليات الصيد وحركة الملاحة والتنقل البحري.

تظل ظاهرة المد والجزر من أبرز التأثيرات الطبيعية المهمة التي لاحظها الإنسان واستفاد منها منذ العصور القديمة. هذه الظاهرة تتأثر بشكل كبير بقوة جاذبية القمر التي تسبب ارتفاع وانخفاض مستويات المياه. وكلما اقترب القمر من الأرض، كما هو الحال في منطقة الحضيض، تزداد قوة جاذبيته، وبالتالي يتعاظم تأثيره على المد والجزر.