صدمة الجلاد.. النظام الإيراني أصبح أقوى.. لكنه ينتحر بمواجهة أمريكا وحده
في تصريحات مهمة، كشف الكاتب الكبير مجدي الجلاد، رئيس تحرير مؤسسة “أونا للصحافة والإعلام” التي تشمل مواقع مثل (مانشيت، يلا كورة، الكونسلتو، شيفت)، عن رؤيته للمشهد السياسي المتغير في الشرق الأوسط. وأشار الجلاد إلى وجود قوى إقليمية كبرى فاعلة في المنطقة، إلى جانب المعسكر الإسرائيلي، أبرزها إيران والمملكة العربية السعودية وتركيا ومصر، مؤكدًا دور هذه الدول المحوري في تشكيل الأحداث.
مبدأ اختيار المعارك: نصيحة استراتيجية للجيوش
وفي سياق الحديث عن الشأن العسكري، وجه الجلاد رسالة لكل من يتناول “مغامرات الجيش المصري” عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً على مبدأ عسكري عالمي أساسي يُدرّس في الأكاديميات العسكرية. ويوضح أن هذا المبدأ يقوم على ضرورة اختيار المعارك بعناية، وعدم السماح بفرضها، بالإضافة إلى تحديد توقيت المواجهة بدلاً من أن يفرضه الآخرون. هذا المبدأ يضمن للجيوش استغلال نقاط قوتها وتجنب الوقوع في فخاخ قد تضعف موقفها.
مصر على أرض صلبة في خضم مواجهة إقليمية معقدة
تطرق الكاتب إلى طبيعة المواجهة الحالية في المنطقة، واصفًا إياها بأنها مواجهة “أمريكية إسرائيلية إيرانية”، ومشددًا على أن مصر هي الدولة التي تقف على أرض صلبة في هذا المشهد المتوتر. ورغم وصفه للولايات المتحدة بأنها “شرطي العالم” حالياً، إلا أنه لفت إلى أن هذا الدور قد يتغير خلال عقد أو عقدين من الزمان، مؤكداً أن التحالفات الدولية دائمة التغير. وأوضح أن نتائج أي مواجهة قد تختلف جذرياً عما حدث سابقاً، مستشهداً بحرب العراق التي واجه فيها العالم بأسره.
المشروع النووي الإيراني: بين الضربة وحفظ ماء الوجه
وبصراحة، تحدث الجلاد عن الضربة الأمريكية لإيران، مشيراً إلى أن التقديرات العالمية تؤكد أنها لم تقضِ على القدرات النووية الإيرانية بشكل كامل. وأضاف أن أي رد إيراني مباشر على أمريكا في الوقت الراهن قد يُعد “انتحارًا سياسيًا أو عسكريًا”، مستدلاً بمفهوم “حفظ ماء الوجه” في عالم السياسة والحرب، وهو ما يعتبر اعتبارًا حاسمًا في إدارة الأزمات والصراعات.
دروس من التاريخ: حكمة السادات في اتخاذ القرار
في لفتة تاريخية، استذكر الجلاد الرئيس الراحل أنور السادات، متسائلاً عما كان سيحدث لو استمر السادات في الحرب وقرر دخول تل أبيب بعد حرب أكتوبر 1973. وشدد على أن التاريخ، بعد مرور أكثر من 50 عامًا، أثبت أن قرار السادات كان صائباً وحكيماً، مؤكداً على أهمية هذا الدرس في فهم ديناميكيات اتخاذ القرارات الاستراتيجية في لحظات حاسمة.
إيران وتأخير المشروع النووي: أهداف أمريكا لم تتحقق بعد
وفي الختام، أكد الجلاد أن إيران تسعى لتأخير مشروعها النووي، لكنها لا تهدف للقضاء على دولة بأكملها. وأشار إلى أن الولايات المتحدة، حتى الآن، لم تستطع القضاء على المشروع النووي الإيراني أو على النظام الإيراني نفسه، الذي أصبح “أقوى بكثير” مما كان عليه. وخلص إلى أن الأهداف الأمريكية المعلنة فيما يخص إيران لم تتحقق بعد على أرض الواقع، مما يترك الباب مفتوحًا أمام تطورات مستقبلية في المشهد الإقليمي.