الحقيقة الصادمة.. خبير استراتيجي يحذر: إضعاف إيران وقوى المنطقة ليس في صالح الدول العربية
في حوار كشف عن كواليس ديناميكية المنطقة المعقدة، طرح الخبير الاستراتيجي راغب رؤية تحليلية معمقة حول العلاقات بين مصر وإيران، ومستقبل القوى الإقليمية. مؤكدًا أن ما يربط القاهرة وطهران ليس العداء بقدر ما هو منافسة استراتيجية تستدعي فهمًا أعمق لتوازنات القوى وتأثيراتها على أمن واستقرار الشرق الأوسط.
طبيعة العلاقة بين مصر وإيران: هل هي عداء أم منافسة؟
أوضح راغب، خلال حديثه في برنامج “الحكاية” مع الإعلامي عمرو أديب على قناة “إم بي سي مصر”، أن العلاقة بين البلدين الكبيرين لا تُصنّف كعداء مباشر، بل هي أقرب إلى المنافسة الاستراتيجية. هذه الرؤية تلقي الضوء على طبيعة التعاملات المعقدة بين الدول ذات الثقل التاريخي والجيوسياسي في المنطقة.
المنطقة في مرمى التنافس: ثلاث قوى كبرى ومن المستفيد من ضعفها؟
المشهد الإقليمي، بحسب راغب، يشهد تنافسًا محتدمًا بين ثلاث قوى رئيسية: إيران، تركيا، والكتلة العربية التي تتصدرها مصر والمملكة العربية السعودية. وأشار إلى نقطة جوهرية تستدعي الانتباه، وهي أن سقوط أو ضعف أي من هذه القوى لن يصب في مصلحة المنطقة، بل سيأتي بفوائد مباشرة على إسرائيل، التي تستفيد من تفكك القوى الإقليمية وتشتتها.
وشدد على أن الدول التي تتمتع بتاريخ إمبراطوري عريق، مثل مصر وإيران وتركيا، غالبًا ما تكون علاقاتها قائمة على التنافس وليس بالضرورة العداوة. وفي هذا السياق، أكد أن إسرائيل نفسها تحترم مصر بشكل خاص نظرًا لـقوة جيشها ووزنها الإقليمي، مستشهدًا باتفاقية السلام المبرمة في عام 1979 والتي ما زالت قائمة وتحظى بالاحترام حتى اليوم. ولذلك، فإن أي إضعاف لقوى إقليمية مثل إيران لن يعود بالنفع على الدول العربية، بل سيزيد من النفوذ الإسرائيلي بالمنطقة.
مصر: صمام الأمان ودورها المحايد في صراعات المنطقة
تتمتع مصر بوضع فريد يؤهلها للعب دور محوري، إذ أشار راغب إلى أن تكوينها الثقافي والتاريخي يميزها بقدرتها على احتواء كافة الأطياف، سواء السنة أو الشيعة، دون أي تمييز. هذا التنوع يمنح مصر القدرة على تبني دور محايد وفعّال في تسوية الصراعات الإقليمية. كما لفت إلى أن الأمة العربية، بخلاف بعض القوى الأخرى، تتميز بـتماسك اجتماعي يسمح للمواطنين باللجوء إلى دول عربية أخرى آمنة مثل مصر والسعودية في أوقات الأزمات، مما يعزز من استقرار المنطقة ويزيد من قوتها في مواجهة التحديات.
رؤية للمستقبل: ضرورة المشروع العربي المشترك
في ختام رؤيته، أكد راغب على الحاجة المُلحة للمنطقة إلى مشروع عربي مشترك شامل. هذا المشروع لا يقتصر على جانب واحد، بل يجب أن يشمل الدفاع المشترك، والسوق المشتركة، واتخاذ قرار عربي موحد. هذه المقومات، بحسب راغب، هي السبيل الأمثل لمواجهة التحديات الإقليمية المعقدة، وتعزيز الأمن والاستقرار لكافة شعوب المنطقة.