صدمة عالمية.. الجفاف يحوّل أهوار العراق التاريخية إلى صحارى قاحلة ومقابر للثروة الحيوانية

يشهد العراق في الآونة الأخيرة تراجعًا غير مسبوق في خزين المياه، الأمر الذي يؤدي إلى تقلص مساحة أهوار الجنوب بشكل ملحوظ، وتحوّل أجزاء واسعة منها إلى صحارى قاحلة تهدد الحياة فيها.

تدهور مخزون المياه: سد دوكان يكشف الأرقام الصادمة

في تطور مقلق، كشف كوجر جمال، مدير سد دوكان شمال السليمانية، عن تراجع كبير وخطير في الخزين المائي للسد. وأوضح جمال لـ«الشرق الأوسط» أن «كميات المياه المخزنة قد انخفضت إلى ربع الطاقة الاستيعابية الكلية للسد». وأشار إلى أن هذه الكمية المتاحة حاليًا لن تكفي لسد حاجة البلاد إلا حتى بداية الخريف المقبل.

الأهوار الجنوبية تستغيث: جفاف غير مسبوق يهدد الحياة

جنوبًا، يرسم جاسم الأسدي، المدير التنفيذي لمنظمة طبيعة العراق، صورة شديدة القتامة للوضع المائي في الأهوار العراقية. وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أكد الأسدي أن «مناسيب نهر الفرات بدأت بالانخفاض بشكل حاد في المناطق التي تغذي الأهوار»، مؤكدًا أن مساحات شاسعة من هذه المناطق تحوّلت بالفعل إلى صحارى قاحلة، خاصة في هور الحويزة الذي كان يعتبر شريان حياة للمنطقة.

تأثير أزمة المياه على الزراعة: خطط زراعية مهددة

لم تتوقف تداعيات أزمة المياه عند هذا الحد، فقد شدد الأسدي على أن الخزين المائي في السدود الرئيسية في العراق، وهي (سد دوكان، سد الموصل، وسد حديثة)، قد لا يتجاوز 10 مليارات متر مكعب. هذا النقص الحاد في المياه أدى بشكل مباشر إلى تقليص كبير في الخطة الزراعية للبلاد، مما يهدد الأمن الغذائي وسبل عيش المزارعين.