يا خبر أبيض!.. 20 قتيلاً في هجوم انتحاري بنيجيريا استهدف ميليشيا تحارب المتطرفين
شهد شمال شرقي نيجيريا هجومًا انتحاريًا مروعًا، يُعتقد أن جماعة «بوكو حرام» المتشددة وراءه، أودى بحياة 20 مقاتلًا من الميليشيات المحلية المناهضة للمتطرفين. وقد أكد هذا الخبر كل من قائد الميليشيا وعدد من السكان لوكالة الصحافة الفرنسية، اليوم السبت.
في تفاصيل الحادثة، صرّح تيغاني أحمد، قائد الميليشيا بمنطقة كوندوغا بولاية بورنو، بأن الهجوم وقع مساء أمس الجمعة، حوالي الساعة 9:15 ليلاً بالتوقيت المحلي (8:15 مساءً بتوقيت غرينيتش)، بينما كان المقاتلون متواجدين قرب سوق السمك. وأوضح أحمد أن 18 شخصًا لقوا حتفهم على الفور، وأصيب 18 آخرون، قبل أن يتوفى اثنان منهم في المستشفى، ليصل العدد الإجمالي للضحايا إلى عشرين قتيلًا.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم شرطة ولاية بورنو، ناحوم كينيث داسو، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن الحصيلة الأولية للقتلى بلغت عشرة أشخاص، مرجحًا ارتفاع هذا الرقم.
شمال نيجيريا: 15 عامًا من الصراع الدامي
تُعاني مناطق شمال نيجيريا، ومن ضمنها ولاية بورنو، من هجمات الجماعات المتشددة منذ حوالي 15 عامًا. وقد خلفت هذه الهجمات حصيلة كارثية، حيث تجاوز عدد القتلى 40 ألف شخص، بينما نزح أكثر من مليوني نسمة من منازلهم. يُذكر أن أعمال العنف هذه بدأت في عام 2009 بمدينة مايدوغوري، وسرعان ما امتد تأثيرها إلى دول الجوار مثل النيجر وتشاد والكاميرون.
كيف وقع الهجوم؟ التفاصيل الصادمة
وبشأن تفاصيل العملية الدامية، كشفت مصادر أن منفذة الهجوم كانت امرأة فجّرت نفسها بواسطة حزام ناسف بالقرب من تجمع لعناصر الميليشيات المحلية والصيادين الذين يقدمون الدعم للجيش في حربه ضد المتطرفين داخل بلدة كوندوغا.
كوندوغا: تاريخ طويل مع الهجمات المتكررة
لم يكن هذا الهجوم الأول من نوعه على سوق كوندوغا للأسماك، فالسوق المزدحم، خاصةً في الليل، شهد سابقًا عدة هجمات انتحارية. كما تعرضت بلدة كوندوغا نفسها، التي تبعد حوالي 40 كيلومترًا عن العاصمة الإقليمية مايدوغوري، والقرى المجاورة لها، لهجمات متكررة من قبل جماعة «بوكو حرام» قبل تراجع نفوذها في عام 2024. وقد أكد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية الذي حضر إلى المكان إقامة مراسم دفن جماعية للضحايا اليوم السبت.
شهادات من قلب الحدث: روايات الناجين
أفاد إبراهيم ليمان، أحد أفراد الميليشيا، بأن المرأة المشتبه بها فجّرت حزامها الناسف فور وصولها إلى المبنى الذي كان يتجمع فيه عناصر المجموعة المسلحة، مؤكدًا بذلك حصيلة القتلى التي ذكرها تيغاني أحمد. ومن جانب آخر، روى أحمد مالوم، وهو من سكان كوندوغا، لحظات الرعب قائلًا: «كنت أشتري السمك للعشاء في السوق عندما سمعت انفجارًا قويًا على بعد أمتار قليلة خلفي. لقد أُلقيتُ أرضًا ولم أتمكن من الوقوف».
تصاعد التوتر: هجمات مكثفة لبوكو حرام وداعش
تشهد الأشهر الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا في العمليات الإرهابية، حيث كثّفت جماعة «بوكو حرام» وتنظيم «داعش» المتشدد في غرب أفريقيا (ISWAP) هجماتهما على المدنيين والقواعد العسكرية. وشملت هذه الهجمات ولايات بورنو، وأداماوا، ويوبي، وتمكنت الجماعتان من الاستيلاء على قواعد عسكرية وأسلحة، مما أسفر عن مقتل العديد من الجنود.