حاجة مش عادية.. اكتشاف أثري ضخم لـ “بيوت برجية” فريدة من نوعها في الشرقية

تخيل أن الأرض تفتح لنا كنوزها لتكشف عن فصول جديدة من تاريخنا العريق! هذا ما حدث بالفعل في قلب محافظة الشرقية المصرية، حيث أزاحت بعثة أثرية الستار عن اكتشاف أثري فريد من نوعه، وهو مجموعة من “البيوت البرجية” التي تعيد تشكيل فهمنا للحياة في مصر القديمة. هذا الكشف المذهل لا يضيف فقط إلى خريطة الآثار المصرية، بل يقدم تفاصيل غاية في الأهمية عن طريقة عيش أجدادنا وبنائهم لمساكنهم. فما هي هذه البيوت البرجية؟ وما الذي يجعل هذا الاكتشاف بهذا القدر من الأهمية؟

تفاصيل مثيرة.. ما هي “البيوت البرجية” المكتشفة؟

تُعرف “البيوت البرجية” بكونها هياكل سكنية فريدة، غالبًا ما تكون متعددة الطوابق وتتميز بوجود جدران سميكة أو تصميم يعطيها شكل البرج. الاكتشاف الجديد في الشرقية يشير إلى مجموعة من هذه البيوت، التي يعتقد أنها تعود إلى فترات تاريخية قديمة، ربما تمتد من العصور المتأخرة للدولة الحديثة وحتى العصر الروماني، مما يعكس استمرارية في هذا النوع من البناء. تشير الدلائل الأولية إلى أن هذه البيوت لم تكن مجرد أماكن للسكن، بل ربما كانت تستخدم أيضًا لأغراض دفاعية أو تخزينية، نظرًا لصلابة بنائها وتصميمها الذي يوحي بالحصانة. وقد عُثر على بقايا جدران من الطوب اللبن، بالإضافة إلى بعض أساسات مبنية من الحجر، مما يدل على براعة المعمار القديم.

اقرأ أيضًا: عاجل.. وزير الدفاع يشهد مناقشة البحث الرئيسى لهيئة البحوث العسكرية.. فيديو

الشرقية بوابة التاريخ.. أهمية الموقع الأثري الجديد

لطالما كانت محافظة الشرقية كنزاً دفيناً للآثار، فهي تضم مواقع تاريخية هامة مثل تل بسطة (بوباستيس) وتل الضبعة (أواريس)، مما يجعلها منطقة حيوية لدراسة التاريخ المصري القديم. هذا الاكتشاف الجديد للبيوت البرجية يعزز من أهمية الشرقية كموقع أثري رئيسي، ويقدم رؤى جديدة حول التخطيط العمراني وطرق الحياة اليومية للسكان في فترات مختلفة. إن وجود هذه البيوت في هذه المنطقة بالذات قد يشير إلى وجود تجمعات سكنية كبيرة أو نقاط استراتيجية كانت تتطلب هذا النوع من البناء المحصن، مما قد يغير بعض التصورات عن الخريطة الديموغرافية والعسكرية للمنطقة في العصور القديمة.

كنوز دفينة.. ماذا كشفت الحفريات بداخل البيوت؟

لم يقتصر الاكتشاف على مجرد الهياكل المعمارية، بل امتد ليشمل العديد من اللقى الأثرية التي وجدت داخل هذه البيوت وحولها. تشمل هذه المكتشفات قطعاً فخارية متنوعة، وأدوات منزلية يومية، وربما بعض الحلي أو العملات القديمة، والتي تعتبر جميعها “مفتاحاً” لفهم تفاصيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية لسكان هذه البيوت. تحليل هذه المكتشفات سيساهم بشكل كبير في تحديد تاريخ هذه البيوت بدقة أكبر، وتوضيح طبيعة الأنشطة التي كانت تمارس بداخلها، وربما يكشف عن الروابط التجارية أو الثقافية التي كانت قائمة بين سكان هذه المنطقة والمناطق الأخرى في مصر وخارجها.

اقرأ أيضًا: حسبة الدائري.. أسعار تذاكر الأتوبيس الترددي على الدائري تصل لـ15 جنيهًا

مستقبل الموقع.. خطط وزارة السياحة والآثار

تولي وزارة السياحة والآثار المصرية أهمية قصوى لهذا الاكتشاف الجديد. من المتوقع أن يتم استكمال أعمال الحفائر والتنقيب في الموقع بحذر شديد، مع استخدام أحدث التقنيات لتوثيق جميع التفاصيل. كما ستعمل الوزارة على صيانة وتأمين الموقع للحفاظ على هذه الكنوز للأجيال القادمة. هناك خطط لمزيد من الدراسات والتحليلات الأثرية لتحديد الأهمية الكاملة لهذا الكشف، وربما يتم إعداد الموقع في المستقبل لاستقبال الزوار والباحثين، ليصبح نقطة جذب جديدة على خريطة السياحة الثقافية في مصر، وليساهم في إثراء المعرفة الإنسانية بتاريخ هذه الحضارة العريقة.

اقرأ أيضًا: عاجل.. توافد طلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة على اللجان لأداء امتحانات الترم الثانى

صحفي متخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية، يكتب في جريدة "مانشيت" بزاوية تحليلية تجمع بين الدقة والعمق. يهتم بتبسيط القضايا المعقدة وعرضها بلغة واضحة تربط القارئ بالحدث من جميع جوانبه.