ولعت نار أسعار الذهب.. تطورات عيار 21 الآن 24 مايو 2024

تواصل أسعار الذهب العالمية تحركها قرب مستويات قياسية، وسط تساؤلات حول ما إذا كان المعدن الأصفر في طريقه لاختراق حاجز 4000 دولار للأونصة، أم أن مسار الصعود الحالي قد يواجه تحديات مع تغير السياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى.
موجة شراء تاريخية تدفع الطلب الاستثماري
كشفت بيانات حديثة صادرة عن مجلس الذهب العالمي عن قفزة غير مسبوقة في الطلب على الذهب لأغراض الاستثمار، حيث سجلت المشتريات زيادة بنسبة 78% على أساس سنوي خلال ثلاثة أشهر فقط، بإجمالي 15.3 مليون أونصة.
وبلغت القيمة الإجمالية للإنفاق العالمي على الذهب خلال هذه الفترة 132 مليار دولار، وهو رقم لم يسجل من قبل في التاريخ الحديث. وتوزع الطلب العالمي، بحسب المجلس، بواقع 477 طنًا للاستثمار، و366 طنًا لصناعة المجوهرات، و79 طنًا للقطاع التكنولوجي، فيما تجاوزت مشتريات البنوك المركزية وحدها حاجز 5000 طن منذ بداية العام.
تباين توقعات المؤسسات المالية الكبرى
رغم الإقبال القوي، تختلف رؤى المؤسسات المالية العالمية حول مستقبل أسعار الذهب، مما يعكس حالة من عدم اليقين في الأسواق. تتوقع بنوك استثمارية كبرى مثل “جولدمان ساكس” و”فيديليتي للاستثمار” أن يواصل الذهب رحلة الصعود ليصل إلى 4000 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2026.
في المقابل، تبنت مؤسسات أخرى نظرة أكثر تحفظًا، حيث توقع بنك “HSBC” و”سيتي جروب” ألا تتجاوز أسعار الذهب حاجز 3300 دولار للأونصة خلال العام الحالي. ويعكس هذا التباين الاختلاف في تقييم مدى قدرة الذهب على الصمود أمام الاضطرابات الاقتصادية المحتملة.
البنوك المركزية.. لاعب رئيسي في سوق الذهب
أصبحت البنوك المركزية حول العالم تمثل نحو 20% من إجمالي الطلب العالمي على الذهب، مما يحول المعدن الأصفر إلى مكون أساسي في استراتيجيات الاحتياطي النقدي للدول.
وصرح أندرو نايلور، رئيس قسم الشرق الأوسط والسياسة العامة في مجلس الذهب العالمي، بأن التوترات الجيوسياسية وضغوط التضخم وتباطؤ النمو العالمي، عوامل رئيسية أعادت الاعتبار للذهب كمكون استراتيجي في المحافظ الاستثمارية. وأضاف أن استطلاعًا حديثًا أظهر أن 85% من البنوك المركزية التي شملها المسح تخطط لمواصلة شراء الذهب لحماية ثرواتها من تقلبات العملات.
أسعار الفائدة تحدد مسار الذهب المستقبلي
يجمع الخبراء على أن اتجاه أسعار الفائدة العالمية سيكون العامل الحاسم في تحديد مسار أسعار الذهب خلال النصف الثاني من عام 2025. ففي حال اتجهت البنوك المركزية الكبرى نحو خفض الفائدة، سيزداد الإقبال على الذهب كأصل استثماري لا يدر عائدًا، مقارنة بأدوات الدخل الثابت.
أما إذا أدت بيانات النمو الاقتصادي القوية إلى تأجيل خطط خفض الفائدة، فقد تتعرض أسعار الذهب لضغوط مؤقتة، رغم الأساسيات القوية التي تدعم مكانته كملاذ آمن في أوقات الأزمات.
تعليقات