صدمة من السودان.. ماندي أبو شوك المرشحة السودانية التي قلبت موازين أحزاب زيورخ الكلاسيكية بترشحها لرئاسة حكومة زيورخ السويسرية
في خطوة تاريخية غير مسبوقة، أعلنت ماندي أبو شوك ترشحها رسميًا لرئاسة حكومة ولاية زيورخ في سويسرا، ضمن انتخابات مارس 2026. هذه الخطوة لا تمثل مجرد تقدم وظيفي لماندي، بل تعتبر نقطة تحول ثقافية ورمزية عميقة في مجتمع أوروبي ما زال يتصارع مع قضايا الهوية والتعددية.
ماندي أبو شوك: صوت جديد يعيد تعريف المواطنة والانتماء في سويسرا
ترشح ماندي لا ينبغي النظر إليه على أنه مجرد طموح سياسي لشخصية من أصول مهاجرة، بل هو إعادة صياغة جريئة لمفهوم “الانتماء السياسي” في سويسرا. ففي بلد يشكل فيه المهاجرون حوالي ربع السكان (25%)، غالبًا ما يُختصر دورهم في الجانب الاقتصادي فقط، بعيدًا عن المشاركة الفعالة في الحكم وصناعة القرار. بترشحها هذا، تؤسس ماندي لمفهوم جديد وواضح:
“أن تكون مهاجرًا لا يعني أن تكون زائرًا مؤقتًا في السياسة… بل شريكًا في المستقبل” – ماندي أبو شوك.
صدمة للأحزاب التقليدية: لماذا أثار ترشح ماندي جدلاً؟
لم يكن إعلان ترشح ماندي أبو شوك خبرًا عاديًا في الصحافة السويسرية، بل شكّل صدمة حقيقية للأحزاب التقليدية التي اعتادت على إبقاء المهاجرين بعيدًا عن مواقع القرار الحسّاسة. ومع تزايد قوة وتأثير الناخبين من أصول أجنبية، لا سيما العرب والأفارقة، وجدت هذه الأحزاب نفسها أمام تحدٍ كبير. بات لزامًا عليها الآن إعادة النظر في خطابها السياسي وبرامجها الانتخابية لتصبح أكثر شمولية وتنوعًا، لتلبية طموحات شريحة واسعة من المجتمع.
رسالة أمل عابرة للقارات: ماذا يعني ترشح ماندي للسودانيين في المهجر؟
يمثل ترشح ماندي أبو شوك رسالة أمل قوية تتجاوز الحدود الجغرافية، خاصة للسودانيين المغتربين الذين يعيشون غالبًا بين تحديات الحنين لوطنهم الأم، وضرورة الاندماج في مجتمعاتهم الجديدة. ماندي، من خلال حضورها وخطابها الواثق، تقدم نموذجًا مختلفًا للمغتربة التي لم تتنكر لأصولها السودانية، وفي الوقت نفسه تبنت هويتها الأوروبية الجديدة بكل فخر.
“أنا بنت السودان، ولكنني كذلك امرأة أوروبية تحلم بواقع عادل للجميع” – تقول ماندي في أحد لقاءاتها.
تفاعل تاريخي: كيف دعمت الجاليات ترشح ماندي أبو شوك؟
الاستجابة لترشح ماندي كانت ملفتة وغير مسبوقة، خصوصًا في أوساط الشباب العربي والسوداني المقيم في أوروبا. انتشرت صورها بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، مصحوبة بعبارات مليئة بالفخر مثل “فخر الجالية” و“أخيرًا صوت يشبهنا”، حتى أن البعض وصفها بـ“أمل السودانيات في المهجر”.
تشير التقارير الصحفية السويسرية إلى أن ترشح ماندي يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في نسبة المشاركة السياسية للجاليات العربية، التي كانت تعاني في السابق من الإقصاء أو الابتعاد عن صناديق الاقتراع.