سر شعبية إيران.. بوتين يكشف كيف أن الضربات الإسرائيلية تعزز موقف النظام

أدلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريح لافت مؤخراً، أشار فيه إلى أن الضربات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع في المنطقة، قد تكون سبباً غير مباشر في تعزيز شعبية النظام الإيراني داخلياً. هذا التصريح يثير تساؤلات حول كيفية رؤية موسكو للتأثيرات الجيوسياسية لهذه الضربات على استقرار المنطقة ومستقبل النظام الإيراني.

تحليل تصريح بوتين: لماذا يرى أن الضربات الإسرائيلية تقوي طهران؟

يعتقد محللون أن وجهة نظر الرئيس بوتين قد تستند إلى مبدأ “تجميع الصفوف حول القيادة” في مواجهة التهديدات الخارجية. فعندما يتعرض أي بلد لضغوط أو هجمات من الخارج، يميل جزء كبير من مواطنيه إلى التوحد خلف قيادته، بغض النظر عن أي خلافات داخلية سابقة. وبحسب هذا المنطق، فإن الضربات الإسرائيلية المستمرة ضد أهداف يُنظر إليها على أنها مرتبطة بإيران في المنطقة، يمكن أن تستغلها طهران لتعزيز اللحمة الوطنية ودعم حكمها، وتقديم نفسها كحامية للبلاد في وجه ما تسميه “العدوان الخارجي”.

الداخل الإيراني: كيف تؤثر الضربات على المزاج الشعبي؟

من المهم الإشارة إلى أن تقييم شعبية النظام الإيراني أمر معقد، ويتأثر بالعديد من العوامل الداخلية والخارجية. فبينما قد تدفع التهديدات الخارجية بعض الفئات إلى دعم الحكومة، فإن عوامل مثل الأوضاع الاقتصادية، الحريات العامة، والعدالة الاجتماعية تلعب دوراً حاسماً في تشكيل الرأي العام الإيراني. ومع ذلك، فإن الخطاب الرسمي في إيران غالباً ما يستغل هذه الضربات لترسيخ فكرة أن البلاد تتعرض لمؤامرات خارجية، مما قد يؤثر على نظرة الشارع للقيادة الحالية ويدفع قطاعات منه إلى الالتفاف حولها.

موقع روسيا من إيران وإسرائيل: أبعاد تصريح بوتين

يأتي تصريح الرئيس بوتين في سياق العلاقات المتنامية بين روسيا وإيران، خاصة في ظل التطورات الإقليمية والدولية الأخيرة. فكلا البلدين يواجهان تحديات من الغرب، ولديهما مصالح مشتركة في دعم نظام الأسد في سوريا ومواجهة النفوذ الأمريكي. من هذا المنطلق، يمكن قراءة تصريح بوتين كجزء من محاولته لتحليل الديناميكيات الإقليمية من منظور يخدم المصالح الروسية، وربما لتقديم قراءة قد تبدو محايدة ظاهرياً ولكنها تحمل رسائل ضمنية حول فعالية هذه الضربات في تحقيق أهدافها طويلة المدى، وربما تحذيراً من نتائج عكسية محتملة.