وصفت رئيسة لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، الدعم الأميركي المقدم لـ«مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)»، المسؤولة عن توزيع المساعدات في غزة بموافقة إسرائيل، بأنه «فاضح». يأتي هذا الوصف الحاد في خضم موجة متصاعدة من الانتقادات الموجهة لأساليب عمل هذه المنظمة.
اتهامات بالصحة والسلامة: لماذا الدعم الأميركي لـ”مؤسسة غزة الإنسانية” يثير الجدل؟
صرحت رئيسة لجنة التحقيق الدولية، نافي بيلاي، خلال مؤتمر صحافي عقد في جنيف، بأن المشهد يتكرر يومياً حيث “يُقتل الأشخاص الذين يرتادون هذه المراكز في أثناء بحثهم عن الطعام”. وأضافت بيلاي أنه “يجب علينا أن ندرس الهدف السياسي لهذه المؤسسة وكيفية تطبيقه”، مؤكدة وصفها للدعم الأميركي لها بأنه “فاضح”.
“مؤسسة غزة الإنسانية”: تمويل غامض ورفض أممي
منذ افتتاح مراكز الإغاثة المحدودة التابعة لـ«مؤسسة غزة الإنسانية» في 27 مايو الماضي، شهدت المنطقة سلسلة من الأحداث الدموية. هذه المؤسسة، التي يُعد تمويلها غامضًا وتتلقى دعمًا من الولايات المتحدة وإسرائيل، تواجه رفضًا قاطعًا من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية غير حكومية للتعاون معها، وذلك بسبب مخاوف تتعلق بإجراءاتها ومدى حيادها.
معاناة غزة تتفاقم: حصار وجوع يهددان حياة السكان
بعد مرور نحو عشرين شهراً على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي جاءت رداً على هجوم حركة «حماس» في السابع من أكتوبر 2023، يشهد القطاع الفلسطيني وضعاً إنسانياً مُزرياً. يعاني سكانه من الجوع الشديد نتيجة للحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ أكثر من شهرين، والذي لم يُخفَّف إلا جزئياً في نهاية مايو. وفي المقابل، ذكرت مؤسسة غزة الإنسانية أنها قدمت 27.8 مليون وجبة منذ بدء عملياتها الميدانية أواخر مايو حتى يوم الخميس الماضي.
دعوة لكشف الحقيقة: من يقف وراء قتل الباحثين عن المساعدة؟
أوضحت نافي بيلاي، المسؤولة الجنوب أفريقية التي شغلت سابقًا مناصب رفيعة كرئيسة للمحكمة الجنائية الدولية لرواندا وقاضية في المحكمة الجنائية الدولية ومفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أن “في مختلف الحروب، يؤدي الحصار والمجاعة إلى الموت عندما لا يتمكن الناس من الحصول على الغذاء”. لكنها شددت على ضرورة “فهم الدافع وراء قتل الأشخاص الذين يلجأون إلى هذه المؤسسة طلباً للمساعدات الإنسانية”.
لجنة تحقيق الأمم المتحدة: اتهامات إسرائيلية بـ”جرائم حرب” و”إبادة”
تجدر الإشارة إلى أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة هو من أنشأ لجنة التحقيق الدولية المستقلة التي ترأسها بيلاي في مايو 2021، بهدف التحقيق في انتهاكات القانون الدولي في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. وقد قدمت اللجنة، أمس الثلاثاء، تقريرها الأخير الصادر في 10 يونيو إلى مجلس حقوق الإنسان، مشيرةً إلى أن الهجمات الإسرائيلية على المدارس والمواقع الدينية والثقافية في غزة تُشكل جرائم حرب و«جريمة إبادة ضد الإنسانية».
رد إسرائيل: “آلية متحيزة ومُسيّسة”
في المقابل، ترى إسرائيل أن لجنة التحقيق هذه تعكس “آلية متحيزة ومُسيّسة بطبيعتها تابعة لمجلس حقوق الإنسان”.