في خبر سار يثلج صدور المزارعين، أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن حل جذري لأزمة تسعير محصول زهر الياسمين، وإطلاق موسم التوريد الجديد بسعر 105 جنيهات للكيلو الواحد، وذلك بقرية شبرا بلولة التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، والتي تُعد قبلة زراعة الياسمين في مصر. جاء هذا الإعلان المهم بعد تدخل مباشر من وزير الزراعة علاء فاروق ومحافظ الغربية، لإنهاء معاناة المزارعين مع تقلبات الأسعار.
وتأتي هذه الخطوة استجابة لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة إزالة كافة المعوقات التي تواجه زراعة وتوريد محصول الياسمين، وتلبية لشكاوى مزارعي شبرا بلولة، التي تشتهر بكونها أشهر القرى المصرية في إنتاج الياسمين، ولها دور محوري وبارز في صناعة الزيوت العطرية على مستوى الجمهورية.
كيف تم حل أزمة تسعير الياسمين؟
تفصيلاً، شهد يوم السبت الماضي عقد اجتماع حاسم بمقر مديرية الزراعة بالغربية. جمع الاجتماع وكيل وزارة الزراعة، والمهندس بدر عاطف مدير أحد مصانع استخلاص الزيوت الكبرى، وممثلين بارزين عن مزارعي شبرا بلولة، وهما محمد الشرقاوي والحاج أنور عبد الحميد، بالإضافة إلى عدد من كبار المزارعين، وكان الهدف الأوحد هو مناقشة أزمة سعر الياسمين وإيجاد حلول فورية.
وبعد نقاشات مكثفة، توجه وكيل وزارة الزراعة بنفسه إلى أحد المصانع، حيث أجرى مفاوضات مباشرة مع المزارعين وممثلي نقابة الفلاحين. أسفرت هذه المفاوضات عن التوصل إلى حل وسط ومرضٍ للجميع، تم بموجبه زيادة سعر توريد الياسمين ليصبح 105 جنيهات للكيلو، بعد أن كان يتراوح سابقًا بين 90 و95 جنيهًا. هذا القرار الهام دفع المزارعين لاستئناف جمع الزهور وتوريدها للمصانع، بعد توقف اضطراري دام لأيام.
خطوات استباقية لضمان استقرار أسعار الياسمين مستقبلاً
ولضمان عدم تكرار أزمات التسعير مستقبلاً، تبحث وزارة الزراعة حاليًا في خطوة استباقية، تشكيل لجنة دائمة تكون مهمتها الأساسية تحديد سعر عادل لتوريد الياسمين في كل موسم زراعي، ووضع آلية واضحة وشفافة لتفادي أي مشكلات تسعيرية قد تواجه مزارعي الياسمين في المستقبل.
الياسمين.. كنز مصر العطري ودعامة الاقتصاد الريفي
من جانبه، شدد الوزير علاء فاروق على الأهمية الكبيرة لمحصول الياسمين، مؤكدًا أنه يُعد مصدر دخل رئيسي لآلاف الأسر المصرية. وأوضح أن زراعة الياسمين تساهم بشكل مباشر وفعال في دعم الاقتصاد الريفي، وتوفير فرص عمل يومية للعديد من الأيدي العاملة، خصوصًا وأن زيت الياسمين يُصنف ضمن أغلى وأهم الزيوت العطرية على مستوى العالم.
واختتم الوزير حديثه بالتأكيد على أن مصر تُعتبر من بين أكبر الدول المصدرة للياسمين عالميًا. وأشار إلى أن التوسع في زراعة الياسمين وتصنيعه ليس فقط يدعم الصادرات الزراعية المصرية، بل ويُساهم بقوة في توفير العملة الصعبة للبلاد، وذلك ضمن استراتيجية الوزارة الرامية لزيادة القيمة المضافة من النباتات الطبية والعطرية ذات الأهمية الاقتصادية الكبيرة.