خطر على حدودها.. لبنان يترقب تأثيرات المواجهة الإيرانية الإسرائيلية

يشهد المشهد السياسي اللبناني استنفارًا كبيرًا، مع ترقب دقيق لتداعيات المواجهة المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، وما يمكن أن تحمله من انعكاسات على الوضع اللبناني الهش. في هذا السياق، أكد كل من سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، ومفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان، على “أهمية نأي لبنان بنفسه” عن هذه الحرب الدائرة.

من جانبه، يواصل الرئيس اللبناني جوزيف عون متابعة التطورات الجارية عن كثب، خصوصًا مع استمرار التصعيد الإسرائيلي-الإيراني. وقد اطلع الرئيس عون على أحدث التقارير المتعلقة بمسار هذا التصعيد، كما تابع الجهود والاتصالات الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف هذا التصعيد، وذلك في ضوء المكالمات التي تلقاها من قادة دوليين حول المساعي المبذولة لتحقيق الاستقرار.

ووفقًا لبيان صادر عن الرئاسة اللبنانية، فإن الرئيس عون “لا يزال على تواصل مستمر مع القيادات الأمنية”، التي تتابع الوضع الميداني بدقة، وذلك تنفيذًا لما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الأمني الذي عُقد في قصر بعبدا يوم السبت الماضي.

اقرأ أيضًا: انسى الطوابير.. فتح حساب بنك أمدرمان بالسودان 2025 في دقيقة واحدة وبدون أي مجهود

ولم يقتصر اهتمام رئيس الجمهورية على الجانب الأمني، بل شمل أيضًا متابعة تنفيذ الإجراءات اللازمة لضمان عودة اللبنانيين إلى بيروت، خاصة أولئك الذين علقوا في الخارج بسبب هذه الأحداث. جاء ذلك بعد إلغاء العديد من شركات الطيران لرحلاتها المتجهة إلى مطار رفيق الحريري الدولي، أو إغلاق الأجواء الجوية في بعض الدول المجاورة.

رسالة استقرار: لقاء دريان وبخاري يدعو لنأي لبنان عن صراعات الإقليم

في خطوة تعكس عمق العلاقات، استقبل الشيخ عبد اللطيف دريان في “دار الفتوى”، سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، الذي قدم تهانيه بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وأشاد بأداء المفتي لمناسك الحج بدعوة ملكية. وخلال اللقاء، تم بحث العديد من الشؤون اللبنانية والعربية. وكما جاء في بيان المكتب الإعلامي بـ“دار الفتوى”، شدد الطرفان على “أهمية نأي لبنان بنفسه عن حرب” إيران وإسرائيل. وجرى التأكيد بقوة على ضرورة تكثيف المساعي والجهود الدبلوماسية، سواء العربية أو الدولية، لوقف التصعيد والعودة إلى “لغة العقل” بدلاً من “لغة الحرب”. كما حذرا من المخاطر الجسيمة لاستمرار هذه الحرب، وتداعياتها السلبية على المنطقة سياسيًا واقتصاديًا وبيئيًا. وأكدا على سعي لبنان الدائم لتحقيق الأمن والسلام والطمأنينة، رغم استمرار العدوان الإسرائيلي على أراضيه والانتهاكات المتواصلة للقرار 1701.

وفي سياق متصل، أكد اللقاء على حتمية مواصلة الإصلاح الإداري والمالي، وضرورة ترميم البنية التحتية، بهدف إعادة عجلة التعافي والنهوض بالدولة ومؤسساتها، وذلك بدعم سخي من الأشقاء العرب ومساندة من الدول الصديقة للبنان. فلبنان، في هذه المرحلة الدقيقة، أحوج ما يكون إلى تنسيق أوسع مع أشقائه العرب، والابتعاد الكامل عن الصراعات الدموية والتغيرات في التحالفات التي تشهدها دول الإقليم، والتي تنعكس سلبًا على المنطقة بأسرها.

اقرأ أيضًا: خلاص اتحددت.. موعد صلاة عيد الأضحى في الجزائر جاهز للفرحة الكبيرة

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *