شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الثلاثاء، مدفوعةً بتصاعد الاضطرابات في المنطقة على خلفية الصراع بين إيران وإسرائيل، على الرغم من أن البنية التحتية الرئيسية للنفط والغاز وتدفقاتهما لم تتأثر بشكل كبير حتى الآن، وفقًا لما ذكرته وكالة “رويترز”. وقد قفزت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.46 دولار، أي بنسبة 1.98%، لتصل إلى 74.68 دولارًا للبرميل. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بواقع 1.29 دولار، أي بنسبة 1.8%، مسجلًا 73.06 دولارًا.
تأثير التوترات على إنتاج النفط والغاز
في تطورات ميدانية، قامت إيران بتعليق جزئي لإنتاج الغاز في حقل بارس الجنوبي للغاز، وهو حقل مشترك مع قطر، وذلك بعد حريق شب فيه إثر غارة إسرائيلية وقعت السبت الماضي. ولم تتوقف الضربات عند هذا الحد؛ فقد استهدفت إسرائيل أيضًا مستودع شهران النفطي في إيران. ومع ذلك، لم يُلاحظ أي انقطاع واضح أو كبير في تدفقات النفط العالمية حتى اللحظة.
مضيق هرمز: المخاوف والتوقعات
على الرغم من هذه الأحداث، يرى الخبراء أن الخطر على الإمدادات عبر مضيق هرمز لا يزال منخفضًا. في هذا السياق، صرح أولي هانسن، المحلل في ساكسو بنك، بأن “السوق قلقة إلى حد كبير بشأن الاضطرابات عبر (مضيق) هرمز، لكن خطر ذلك منخفض للغاية”. وأوضح هانسن أنه لا توجد رغبة في إغلاق هذا الممر المائي الحيوي، نظرًا لأن إيران ستخسر عائداتها، في حين تسعى الولايات المتحدة للحفاظ على أسعار نفط منخفضة بهدف كبح جماح التضخم.
وفي حادث آخر يبرز مخاطر المنطقة، اصطدمت ناقلتا نفط واشتعلت فيهما النيران يوم الثلاثاء بالقرب من مضيق هرمز، تزامنًا مع تزايد التداخلات الإلكترونية، وهو ما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه الشركات التي تنقل إمدادات النفط والوقود في المنطقة.
وفرة الإمدادات وتراجع الطلب العالمي
على الجانب الآخر، وعلى الرغم من التوترات المحتملة، تشير المؤشرات إلى أن إمدادات النفط العالمية لا تزال وفيرة، بالتوازي مع توقعات بتراجع الطلب العالمي على النفط. وقد أكدت وكالة الطاقة الدولية هذا الاتجاه في تقريرها الشهري عن النفط الصادر يوم الثلاثاء، حيث خفضت تقديراتها للطلب العالمي بنحو 20 ألف برميل يوميًا مقارنة بتوقعات الشهر الماضي، بينما زادت تقديراتها للعرض بنحو 200 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 1.8 مليون برميل يوميًا.
أنظار المستثمرين نحو قرارات أسعار الفائدة
بالإضافة إلى العوامل الجيوسياسية، يترقب المستثمرون كذلك قرارات أسعار الفائدة التي تتخذها البنوك المركزية حول العالم. وفي هذا الصدد، أشار تاماس فارغا، المحلل لدى بي.في.إم أسوشيتس، إلى أن لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية الأمريكية، المسؤولة عن توجيه تحركات أسعار الفائدة في مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، من المقرر أن تجتمع في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، مما يضيف طبقة أخرى من الترقب للأسواق المالية.
اقرأ أيضًا:
هل تؤثر حرب إسرائيل وإيران على أسعار واستيراد السلع لمصر؟ شعبة المستوردين ترد
“مؤشر الشريعة الإسلامية” يرتفع 23% بعد عام على تدشينه.. فما الأسباب؟