شهدت مصر فترة عصيبة ومليئة بالأحداث العنيفة والانتهاكات الخطيرة، وذلك في عهد جماعة الإخوان المسلمين القصيرة التي بدأت بانتخاب محمد مرسي رئيسًا في يونيو 2012، وانتهت بعزله في يوليو 2013. هذه الوقائع الموثقة من قبل هيئات رسمية ومنظمات حقوقية محلية ودولية، تكشف عن أبرز الجرائم والانتهاكات التي حدثت حينها:
أحداث القصر الجمهوري: عنف دامٍ يطال المتظاهرين (ديسمبر 2012)
بعد إعلان الرئيس مرسي إعلانًا دستوريًا مثيرًا للجدل منحه صلاحيات واسعة، خرجت مظاهرات حاشدة تعارض هذا الإعلان. حينها، قام مؤيدو الإخوان بمحاصرة القصر الجمهوري، وشنوا هجومًا على المعتصمين السلميين من المعارضين أمامه. أسفرت هذه الاشتباكات العنيفة عن مقتل ما لا يقل عن 10 متظاهرين وإصابة المئات. وقد اتهمت تقارير حقوقية الأمن وبعض “البلطجية” الموالين للإخوان باستخدام العنف المفرط والرصاص الحي في هذه الأحداث.
موقعة الاتحادية: هجوم منظم يصدم الشارع المصري (يونيو 2013)
خلال احتجاجات حركة “تمرد” الضخمة التي طالبت برحيل مرسي، تجمع متظاهرون في ميدان الاتحادية. حينها، شنت مجموعات مسلحة موالية للإخوان، تم توثيقها وتصويرها، هجومًا منظمًا ووحشيًا باستخدام الهراوات والعصي الكهربائية والأسلحة الحديدية وحتى الرصاص الحي على المعتصمين السلميين. هذا الهجوم أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 9 أشخاص وإصابة العشرات، وقد شكلت هذه الأحداث صدمة كبيرة للرأي العام بسبب بشاعة الهجوم وطابعه الممنهج.
معسكرات سرية: تدريب الإخوان على استخدام السلاح
كشفت تحقيقات النيابة العامة المصرية لاحقًا عن قيام قيادات من جماعة الإخوان بتجنيد وتدريب أعضاء على استخدام العنف والأسلحة المتنوعة في معسكرات سرية. كان الهدف من هذا التدريب هو حماية مقرات الجماعة ومواجهة المتظاهرين المعارضين، بالإضافة إلى إرهاب الخصوم. هذه الممارسات اعتبرت خروجًا واضحًا على مبدأ الدولة واحتكارها لاستخدام القوة الشرعية.
اعتداءات متكررة: كيف استهدف الإخوان المتظاهرين السلميين؟
وثّق شهود عيان وتقارير إعلامية وحقوقية حوادث متكررة خلال المظاهرات المناهضة للإخوان. في هذه الحوادث، هاجم مؤيدو الجماعة المتظاهرين السلميين بشكل مباشر باستخدام الهراوات والعصي والحجارة، وفي بعض الأحيان الأسلحة النارية والسيارات، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى بين صفوف المتظاهرين.
خطابات الكراهية: تحريض الإخوان على العنف ضد المعارضين
استخدمت قيادات الجماعة وخطباؤها لغة تحريضية شديدة في الخطب والبيانات، وحتى في خطب الجمعة وعلى وسائل الإعلام الموالية لهم. فقد وصفوا المعارضين بعبارات مثل “الفلول“، “أعداء الشرعية“، “الكفار“، و”المرتزقة“. هذا التحريض المتواصل خلق بيئة مشجعة على العنف ضدهم، وزرع بذور الكراهية الطائفية في بعض الأحيان.
انتهاكات خطيرة: تعذيب المعارضين في مقرات الإخوان
أثناء احتجاز بعض المعارضين داخل مقرات تابعة للإخوان، وردت أنباء عن تعرضهم للتعذيب والمعاملة المهينة على أيدي أفراد من الجماعة. وقد أكدت تقارير حقوقية رسمية بعض هذه الحوادث، مما أثار قلقًا واسعًا بشأن حقوق المحتجزين.