كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، نقلاً عن مصادر مطلعة، تفاصيل مثيرة حول كيفية تنفيذ إسرائيل لضرباتها الأخيرة على إيران. أشارت المصادر إلى أن إسرائيل أمضت أشهراً في تهريب أجزاء مئات الطائرات المسيّرة رباعية المراوح والمجهزة بالمتفجرات إلى داخل الأراضي الإيرانية.
كيف وصلت أجزاء الطائرات المسيّرة إلى إيران؟
أوضحت المصادر أن عملية التهريب لم تقتصر على أجزاء الطائرات فقط، بل شملت أيضاً ذخائر متفجرة يمكن إطلاقها من هذه الطائرات. تم إدخال هذه الأجزاء والذخائر إلى إيران عبر وسائل متنوعة مثل الحقائب، الشاحنات، وحتى حاويات الشحن. بعد وصولها، قامت فرق صغيرة بتجميع هذه المعدات ونصبها بالقرب من مواقع الدفاع الجوي الإيرانية ومواقع إطلاق الصواريخ بهدف تدميرها. هذا التكتيك، بحسب الصحيفة، حد بشكل كبير من قدرة إيران على الرد على الهجمات الإسرائيلية حتى الآن.
استراتيجية إسرائيل الجديدة.. تشابه مع تكتيكات أوكرانيا
ولفت تقرير خاص لـ «وول ستريت جورنال» إلى أن التقنيات والأساليب التي اعتمدتها إسرائيل في هذه العملية تتشابه إلى حد كبير مع تلك التي استخدمتها أوكرانيا مؤخراً لمهاجمة عشرات الطائرات الحربية الروسية. تعكس هاتان العمليتان، الإسرائيلية والأوكرانية، ظهور قدرات عسكرية تقنية حديثة تعتمد على الطائرات المسيّرة منخفضة التكلفة. يتيح هذا النهج تجاوز أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، مما يمكن من تدمير أهداف قيّمة بطرق يصعب إيقافها.
عملية كبرى خطط لها الموساد لسنوات.. استهداف قادة عسكريين إيرانيين
في سياق الضربات الإسرائيلية على إيران، قُتل ما لا يقل عن 20 من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، من بينهم رئيس الأركان، وقائد «الحرس الثوري»، وقائد الوحدة الصاروخية، وذلك قبل أن ترد إيران مساء السبت وصباح الأحد. أكدت مصادر الصحيفة أن إسرائيل بدأت التحضير لعملية الطائرات المسيّرة هذه منذ سنوات طويلة. كانت تعرف جيداً أماكن تخزين إيران للصواريخ الجاهزة للإطلاق، لكنها كانت بحاجة إلى إيجاد طريقة للوصول إليها نظراً لاتساع مساحة إيران وبعدها الجغرافي عن إسرائيل.
لتحقيق ذلك، قام جهاز «الموساد» بإدخال الطائرات رباعية المراوح عبر قنوات تجارية معتادة، مستخدماً شركاء تجاريين كانوا في الغالب غير مدركين للدور الذي يلعبونه في هذه العملية. تولى عملاء على الأرض مهمة تجميع الذخائر وتوزيعها على الفرق الميدانية. كما درّبت إسرائيل قادة هذه الفرق في دول ثالثة، حيث قام هؤلاء القادة بدورهم بتدريب باقي الفرق المشاركة في العملية، وفقاً لما ذكرته الصحيفة.