شهدت المنطقة تصعيدًا غير مسبوق في التوترات، حيث تبادلت إسرائيل وإيران ضربات مكثفة، مخلّفةً وراءها تساؤلات حول مستقبل الصراع وتداعياته. وقد كشفت الإعلامية البارزة “الحديدي”، خلال برنامجها “كلمة أخيرة” على قناة ON، تفاصيل مهمة حول هذه المواجهة الدائرة، مسلطة الضوء على حجم الهجمات والخسائر التي لحقت بالطرفين.
تبادل الضربات: تفاصيل الهجوم الإسرائيلي والرد الإيراني
في تصعيد لافت، تلقت إسرائيل ضربات جوية مكثفة من إيران، تضمنت نحو 150 صاروخًا باليستيًا، في رد فعل على هجمات إسرائيلية سابقة. في المقابل، لم تتوقف تل أبيب عن قصفها لمواقع إيرانية حساسة، من ضمنها منشأة أصفهان النووية وحقل بارس الجنوبي للغاز، في استهداف مباشر للبنية التحتية الإيرانية.
وأوضحت الحديدي أن الهجوم الإسرائيلي، الذي عُرف باسم عملية “الأسد الصاعد”، لم يقتصر على المواقع الحيوية فقط، بل امتد ليشمل اغتيالات لقادة عسكريين بارزين، إضافة إلى استهداف مواقع استراتيجية موزعة على 21 محافظة إيرانية. وجاء الرد الإيراني، الذي أُطلق عليه اسم عملية “الوعد الصادق”، مفاجئًا بقوته وحجمه، متجاوزًا التوقعات مقارنة بالعمليات السابقة بين الطرفين.
الخسائر على الأرض: دمار يعجز الكتمان
على الرغم من محاولات إسرائيل إخفاء حجم الدمار الذي لحق بها جراء القصف الإيراني، إلا أنها فشلت في ذلك. فقد أسفرت الضربات الإيرانية عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 90 آخرين، وتدمير عدد من المباني، مما استدعى إجلاء نحو 300 شخص من المناطق المتضررة. هذه المشاهد الصادمة أظهرت قوة الرد الإيراني وتأثيره المباشر على الأراضي الإسرائيلية.
تداعيات نفسية وتصعيد في الخطاب السياسي
وفقًا لـ”الحديدي”، ذكّرت هذه الليلة العصيبة الإسرائيليين بالرعب والدمار الذي يعيشه الفلسطينيون منذ سنوات طويلة. وأشارت إلى أن إسرائيل عمدت إلى السماح بتصوير الخسائر المدنية، في محاولة لاتهام إيران باستهداف المدنيين، في خطوة تهدف إلى كسب التعاطف الدولي. وعلى الصعيد السياسي، ارتفع منسوب التوتر بشكل ملحوظ؛ فقد قابلت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، التي توعدت بضرب طهران، تهديدات مباشرة من الرئيس الإيراني برد أقوى وأكثر قسوة، مما ينذر بتصعيد غير مسبوق في مستوى الخطاب.
النفط على المحك: مخاوف من حرب استنزاف طويلة
لم يقتصر تأثير التصعيد على الجانب العسكري والسياسي، بل امتد ليطال الاقتصاد العالمي. فقد حذرت “الحديدي” من أن استهداف إسرائيل لقطاع النفط الإيراني قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط العالمية، التي شهدت بالفعل قفزة بلغت 7% أمس. كما أشارت إلى أن إسرائيل، على الرغم من الدعم الأمريكي القوي الذي تتلقاه، قد تجد صعوبة بالغة في تحمل أعباء حرب طويلة الأمد. ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى مساحتها الجغرافية الصغيرة التي تجعلها عرضة للهجمات، مقارنة بالعمق الإيراني الشاسع الذي يمنح إيران ميزة استراتيجية في حال تحولت المواجهة إلى صراع طويل الأمد.