تعتبر محافظة أسوان كنزاً حقيقياً للثروات المعدنية في مصر، وأهمها الذهب الذي استُخرج منها منذ العصور الفرعونية القديمة. لكن اللافت للنظر مؤخراً هو ظاهرة متكررة تثير الدهشة: ظهور كميات من الذهب الخام أو الرمال الغنية بالذهب على سطح الجبال والمناطق الوعرة في أسوان، وذلك بالتزامن مع سقوط الأمطار الغزيرة.
ظهور الذهب في أسوان بعد الأمطار: ما السر؟
يعود تفسير هذه الظاهرة الفريدة إلى طبيعة جبال أسوان، وبالأخص تلك الموجودة في مناطق مثل وادي العلاقي والصحراء الشرقية. هذه الجبال تخبئ بداخلها عروق ذهب راسخة في صخورها. عندما تهطل الأمطار، تعمل المياه كعامل طبيعي قوي، فتجرف التربة والرواسب المعدنية من أعلى الجبال، لتكشف بذلك عن ذرات الذهب الصغيرة التي تترسب في الشعاب والأودية، خصوصاً في المناطق التي كانت مناجم ذهب قديمة.
هذا الكشف المتكرر للذهب شجع عدداً من سكان المنطقة والمهتمين بالبحث عن الذهب على التوجه، بعد كل موجة مطر، إلى تلك الأماكن المحددة. هناك، يبحثون عن حبيبات الذهب مستخدمين أدوات بسيطة مثل الغربال التقليدي، أو حتى أجهزة كشف المعادن الحديثة. ورغم أن الكميات التي يتم العثور عليها قد لا تكون ضخمة باستمرار، إلا أنها تظل محط أنظار واهتمام كبير من قِبل الباحثين الجيولوجيين والخبراء الاقتصاديين.
إن تكرار اكتشاف الذهب بهذه الطريقة بعد الأمطار يفتح الباب مجدداً أمام نقاش حيوي حول ضرورة إعادة تقييم الثروات المعدنية الهائلة الموجودة في جنوب مصر. ويدعو هذا الأمر إلى ضرورة الاستفادة من هذه الثروات بطرق منظمة وآمنة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية دراسة المناطق الصعبة والقديمة التي بقيت مهملة لفترات طويلة.
في الختام، تبقى أسوان بكنوزها الطبيعية مدينة فريدة، وما تكشفه الأمطار من ذهب ليس سوى إشارة بسيطة لما تحتضنه أرضها من ثروات كامنة وغنية. هذه الثروات تنتظر المزيد من الاستكشاف العلمي الدقيق، والتخطيط الاقتصادي المدروس لتحقيق أقصى استفادة منها.