حكايات زمن.. قلاع وحصون شمال سيناء الأثرية تكشف تاريخاً عريقاً لمصر


تزخر محافظة شمال سيناء بكنوز تاريخية لا تُقدر بثمن، تتمثل في مجموعة فريدة من القلاع والحصون التاريخية التي شهدت على أهميتها العسكرية والدينية عبر آلاف السنين. هذه المواقع ليست مجرد آثار، بل هي معالم تراث معماري بارزة في مصر، وتشهد حاليًا جهودًا مكثفة لإعادة إحيائها وضمها بقوة إلى الخريطة السياحية للمحافظة، لتقديم تجربة سياحية غنية وفريدة لزوارها.

قلعة العريش: تاريخ عثماني يعود للحياة على أنقاض فرعونية


تعتبر قلعة العريش واحدة من أبرز وأهم القلاع التاريخية في شمال سيناء. شُيدت هذه القلعة العريقة على هضبة مرتفعة جنوب غرب مدينة العريش، وبالتحديد فوق أنقاض قلعة فرعونية قديمة، مما يمنحها بعدًا تاريخيًا عميقًا. أعاد بناءها السلطان العثماني الشهير سليمان القانوني في عام 1560م. اليوم، تشهد القلعة أعمال كشف وتنقيب أثرية مستمرة، وذلك تمهيدًا لتحويلها إلى مزار سياحي مفتوح للجمهور، ليتمكن الجميع من استكشاف عظمة تاريخها.

قلعة نخل: الحارس الأمين لطريق الحجاج عبر العصور


في قلب وسط سيناء، وتحديدًا في مدينة نخل، تقف قلعة نخل شامخة كشاهد على التاريخ. تُعد هذه القلعة من أهم القلاع الحربية التي بناها السلطان المملوكي قنصوة الغوري في عام 1516م. لم تكن القلعة مجرد حصن عادي، بل كان دورها الأساسي يتمثل في حماية وتأمين طريق الحجاج المتجهين إلى الأراضي المقدسة. كانت قلعة نخل بمثابة محطة استراتيجية هامة لا غنى عنها على طريق الحج القديم، مما يؤكد أهميتها التاريخية والدينية الكبيرة.

اقرأ أيضًا: أفريقيا.. النهاردة غير أي يوم.. وزير الخارجية المصري في قمة أوسلو لجلسة السلام التاريخية

مدينة الفرما: كنز أثري ينافس الإسكندرية في قلب شمال سيناء


تُصنف مدينة الفرما كواحدة من أقدم وأهم المدن التاريخية بشمال سيناء على الإطلاق. تقع هذه المدينة العريقة على بعد حوالي 4 كيلومترات شمال قرية بالوظة. عُرفت الفرما قديمًا باسم “بلوزيوم”، نسبة إلى فرع النيل البيلوزي الذي كان يمر بها. شهدت المدينة ازدهارًا كبيرًا خلال العصرين اليوناني والروماني، لدرجة أنها نافست الإسكندرية في مكانتها وأهميتها. كشفت الحفائر الأثرية المستمرة في الفرما عن كنوز معمارية فريدة، من أبرزها: الكنيسة الشرقية، وحمام بلوزيوم، والمسرح الروماني، بالإضافة إلى أسوار القلعة الحصينة التي تروي قصصًا عن عظمتها.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *