في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، تبرز المخاوف من سيناريوهات كارثية قد تنجم عن أي صراع يمس المواقع النووية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط الحساسة. فما هي أبرز هذه السيناريوهات، وما هي تداعياتها المحتملة على حياة الملايين في المنطقة؟ خبير يكشف عن أخطر هذه التهديدات وتأثيراتها الواسعة.
سيناريو الكارثة: مفاعل بوشهر وتهديد الخليج
كشف الخبير “عبد النبي” في تصريحات لموقع “مانشيت”، أن أخطر سيناريو محتمل لتداعيات أي انفجارات نووية يكمن في استهداف مفاعل “بوشهر” النووي المخصص لتوليد الكهرباء. يقع هذا المفاعل جنوب إيران على الساحل الشرقي للخليج العربي، مما يجعله نقطة حساسة للغاية.
وأوضح عبد النبي أن مدى التأثير الإشعاعي لضرب أي منشآت نووية إيرانية يعتمد بشكل كبير على قوة الضربة الصاروخية. فإذا كان التأثير كبيراً، فقد تضطر السلطات الإيرانية إلى إجلاء وتهجير السكان من المنطقة المحيطة بالموقع لمسافة تصل إلى 50 كيلومتراً، وذلك لضمان سلامتهم وحماية أرواحهم من الإشعاعات الخطيرة.
تداعيات وخيمة على الخليج: المياه في خطر؟
في حال تعرض مفاعل “بوشهر” لهجوم، فإن تداعياته السلبية لن تقتصر على إيران وحدها، بل ستمتد لتشمل دول الخليج. وأشار عبد النبي إلى أن المفاعل قد يصدر إشعاعات نووية خطيرة يمكن أن تؤدي إلى تلوث مياه البحر. وهو ما يمثل تهديداً بالغاً، خاصة وأن دول الخليج تعتمد بشكل كبير على مياه البحر بعد تحليتها لتوفير مياه الشرب لسكانها.
الإشعاعات النووية: أمراض تهدد حياتك
تُعد الإشعاعات النووية خطراً حقيقياً على صحة الإنسان. وقد أكد الخبير “عبد النبي” أن التعرض لمثل هذه الإشعاعات يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة ومزمنة، أبرزها الأمراض والأورام السرطانية، بالإضافة إلى أمراض الدم التي قد تكون مميتة.
المواقع النووية الإيرانية: “نطنز” يتلوث و”فوردو” صامد
من جانبها، أعلنت وكالة الطاقة الذرية الإيرانية أن هجمات إسرائيلية استهدفت موقع “نطنز” النووي، مما أسفر عن حدوث تلوث داخلي بالموقع. ولكن، أشارت الوكالة إلى أن الهجوم على “نطنز” اقتصر على سطح الأرض ولم يطل عمق المنشأة.
في المقابل، أكدت الوكالة أن منشأة “فوردو” النووية الواقعة في محافظة قم لم تتعرض لأي اعتداء. وشددت إيران على أنها اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المواد النووية وكوادرها العاملة، مؤكدة أن إسرائيل لن تتمكن من تحقيق أهدافها من وراء هذه الاعتداءات.