كثيرون ممن زاروا أوروبا لأول مرة فوجئوا بعدم وجود الشطاف في الحمامات الأوروبية، متسائلين كيف لبلدان متقدمة أن تفتقر لشيء يعتبر أساسيًا. لكن الحقيقة أن غياب الشطاف ليس مجرد إغفال في التصميم، بل هو جزء من ثقافة عميقة الجذور تمتد لمئات السنين، وتحمل أبعادًا دينية، تاريخية، وحتى نفسية.
البديل الأوروبي: على ماذا يعتمدون بدلاً من الشطاف؟
بدلاً من الشطاف، يعتمد الأوروبيون بشكل أساسي على ورق التواليت فقط، والذي يرونه كافيًا لتحقيق النظافة الشخصية. والمثير للدهشة أن البعض منهم يعتبر استخدام الماء مباشرة أمرًا غير مألوف أو حتى غير مريح. في بعض الدول مثل ألمانيا وفرنسا، قد يبدو وجود خرطوم مياه في الحمام غريبًا جدًا، ويعتبرونه نوعًا من المبالغة.
لماذا لا يوجد شطاف؟ الأسباب الدينية والثقافية
يعود غياب الشطاف في أوروبا أيضًا إلى اختلاف الطقوس الدينية التي لا تشترط الطهارة المائية، على عكس الدول الإسلامية التي ترى الطهارة بالماء جزءًا لا يتجزأ من الدين والممارسة اليومية. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر ثقافة “الخصوصية التامة” في الحمامات الأوروبية، حيث يفضلون البساطة في التصميم وأقل قدر ممكن من التدخل في تجهيزات الحمام.
بداية التغيير: هل يعود الشطاف إلى الحمامات الأوروبية؟
على الرغم من ذلك، بدأ وعي متزايد بالانتشار في أوروبا مؤخرًا بضرورة استخدام المياه للنظافة الشخصية. هذا الوعي يأتي خصوصًا بعد تزايد حركة السفر والسياحة والتبادل الثقافي. ونتيجة لذلك، بدأت العديد من الشركات بتقديم حلول مبتكرة مثل مقاعد الحمام المزودة برشاش مياه أو الشطافات الإلكترونية المدمجة. ومع مرور الوقت، قد تصبح الفكرة التي كانت مستغربة في الماضي مقبولة ومنتشرة، خاصة مع تزايد اهتمام الناس بزيادة مستويات النظافة الشخصية.