خلافاً للشائع.. الاستحمام اليومي قد يكون علاجاً لمرضى الإكزيما لكن بشروط دقيقة.

طريقة الاستحمام الصحيحة لمرضى الإكزيما لم تعد لغزًا محيرًا كما كانت في الماضي، فبعد سنوات من النصائح المتضاربة والقلق المستمر من تفاقم جفاف الجلد، جاءت دراسة حديثة لتبدد المخاوف وتمنح المرضى طمأنينة كانوا يبحثون عنها، مؤكدة أن الاستحمام اليومي يمكن أن يكون آمنًا وفعالًا عند اتباع خطوات محددة للعناية بالبشرة، مما يغير المفاهيم القديمة حول هذا الروتين اليومي.

هل كانت طريقة الاستحمام الصحيحة لمرضى الإكزيما محل جدل؟

بالتأكيد، فقد ساد اعتقاد قديم بأن تقليل عدد مرات الاستحمام ضروري لحماية بشرة المصابين بالإكزيما، وهذا الاعتقاد كان مدفوعًا بالخوف من ظاهرة “فقدان الماء عبر البشرة”، وهي عملية يتبخر فيها الماء بسرعة من سطح الجلد بعد الاستحمام، مما يؤدي إلى جفاف شديد وتهيج، ونظرًا لأن الحاجز الجلدي لدى مرضى الإكزيما يكون هشًا بطبيعته، كان الظن السائد أن تكرار الاستحمام يفاقم المشكلة، وهذا الارتباك دفع فريقًا بحثيًا في جامعة نوتنغهام إلى إجراء دراسة مصممة خصيصًا للإجابة على هذا السؤال بشكل عملي، مع الأخذ في الاعتبار تجارب المرضى أنفسهم، للوصول إلى فهم واضح حول طريقة الاستحمام الصحيحة لمرضى الإكزيما.

اقرأ أيضًا: مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 195 والأحداث النارية.. موعد العرض والقنوات الناقلة

دراسة حديثة تكشف عن طريقة الاستحمام الصحيحة لمرضى الإكزيما

اعتمدت الدراسة منهجية واقعية لفحص سلوكيات الناس اليومية، حيث قام الباحثون بتقسيم أكثر من أربعمئة متطوع مصاب بالإكزيما إلى مجموعتين؛ المجموعة الأولى التزمت بالاستحمام اليومي، بينما خفضت المجموعة الثانية عدد المرات إلى مرة أو مرتين أسبوعيًا، وبعد متابعة دامت أربعة أسابيع لرصد أي تغيرات في شدة الالتهاب، أو الجفاف، أو الحكة، كانت النتائج حاسمة، فلم يظهر أي فرق جوهري بين المجموعتين من حيث حدة الأعراض أو تكرارها، وهذا الاكتشاف يؤكد أن عدد مرات الاستحمام ليس هو العامل المؤثر، بل إن طريقة الاستحمام الصحيحة لمرضى الإكزيما تكمن في شرط واحد لا غنى عنه وهو ترطيب الجلد فورًا بعد الخروج من الماء، وهو ما يتوافق مع أبحاث سابقة أثبتت أن المشكلة ليست في الماء نفسه، بل في عدم ترميم الحاجز الجلدي بعد تجفيف الجسم.

خطوات أساسية لتطبيق طريقة الاستحمام الصحيحة لمرضى الإكزيما

رغم أن الدراسة تمنح المرضى حرية اختيار عدد مرات الاستحمام التي تناسبهم، إلا أن تفاصيل عملية الاستحمام نفسها تظل حاسمة للسيطرة على الأعراض وتجنب تفاقمها، إذ يجب الالتزام ببروتوكول محدد يضمن الحفاظ على رطوبة الجلد ودعم حاجزه الواقي، فالفكرة لا تقتصر على النظافة فقط، بل تمتد لتكون جزءًا من الخطة العلاجية المتكاملة، وتتطلب طريقة الاستحمام الصحيحة لمرضى الإكزيما الانتباه إلى عدة تفاصيل دقيقة، يمكن تلخيص أهمها في المقارنة التالية.

اقرأ أيضًا: في وداع أيقونة السينما.. مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ينعى كلوديا كاردينالي

العنصرالممارسة الموصى بهاالممارسة الخاطئة التي يجب تجنبها
درجة حرارة الماءاستخدام الماء الفاتر للحفاظ على الدهون الطبيعيةالماء الساخن الذي يجرد الجلد من زيوته الواقية
مدة الاستحماممن 10 إلى 15 دقيقة كحد أقصىالبقاء تحت الماء لفترات طويلة تزيد من فقدان الرطوبة
الترطيبوضع المرطب خلال دقيقتين من التجفيفترك الجلد ليجف تمامًا في الهواء قبل الترطيب

إلى جانب هذه الخطوات الأساسية، هناك عوامل إضافية تلعب دورًا في تحديد مدى فعالية روتين العناية بالبشرة، ولا يمكن إغفال هذه النقاط عند البحث عن أفضل استجابة علاجية ممكنة.

  • استخدام منظفات لطيفة: من الضروري اختيار منتجات تنظيف خالية تمامًا من العطور، والكحول، والصابون القاسي، والتي تحافظ على درجة حموضة الجلد الطبيعية لتجنب أي تهيج إضافي.
  • مراعاة العوامل البيئية: تتأثر الإكزيما بشكل كبير بالبيئة المحيطة، ففي فصل الشتاء على سبيل المثال، يزداد الجفاف بسبب انخفاض الرطوبة، مما يتطلب ترطيبًا أكثر كثافة، كما أن نوعية المياه ودرجة الرطوبة داخل المنزل تؤثر بشكل مباشر على حالة الجلد.
  • تكييف الروتين الشخصي: يجب أن يكون الروتين مرنًا ويتناسب مع نمط حياة المريض واستجابة بشرته الفردية، فقد يجد البعض أن الاستحمام اليومي يساعد على تهدئة الحكة، بينما يفضل آخرون الاستحمام المتقطع، وكلا الخيارين صحيح طالما يتم الالتزام بالترطيب والعلاجات الموصوفة.

من المهم أيضًا إدراك أن هناك اختلافات فردية بين المرضى، حيث تشير الخبرات الإكلينيكية إلى أن أصحاب البشرة الداكنة قد يكونون أكثر عرضة لفقدان الماء من الجلد، مما يجعل تطبيق المرطبات فورًا بعد الاستحمام خطوة أكثر أهمية بالنسبة لهم لضمان نجاح طريقة الاستحمام الصحيحة لمرضى الإكزيما في السيطرة على الأعراض، وهذا يؤكد على ضرورة تصميم خطة عناية شخصية بالتعاون مع الطبيب المعالج.

اقرأ أيضًا: نسرين طافش.. كيف تحولت جاذبيتها من “تهمة” إلى سلاح لترسيخ نجوميتها؟

تمنح هذه الرؤية الحديثة المصابين بالإكزيما حرية أكبر في إدارة روتينهم اليومي دون خوف، حيث لم يعد التركيز على عدد مرات التعرض للماء، بل على جودة الرعاية التي تليه مباشرة؛ ففهم وتطبيق طريقة الاستحمام الصحيحة لمرضى الإكزيما يعني السيطرة على الأعراض بفاعلية، مع تكييف العناية لتناسب استجابة الجلد الفردية ومتغيرات البيئة المحيطة.

اقرأ أيضًا: مأساة جوية.. تحطم طائرة استطلاع بالجزائر يودي بحياة 4 من جنسيات مختلفة