أخطبوط سويدي يؤلف أولى مقطوعاته الموسيقية على البيانو.
تجربة تعليم الأخطبوط العزف على البيانو هي مغامرة غير مسبوقة قرر خوضها الموسيقي السويدي ماتياس كرانتز، الذي اشتهر بشغفه العميق بالتجارب الموسيقية الخارجة عن المألوف؛ فمن سوق الأسماك الحية، أنقذ كرانتز أخطبوطًا صغيرًا وأطلق عليه اسم “تاكوياكي”، ليبدأ معه رحلة فنية فريدة من نوعها تهدف إلى استكشاف الحدود الفاصلة بين الذكاء الحيواني والإبداع الموسيقي البشري.
تعد قصة تاكوياكي وكرانتز أكثر من مجرد محاولة غريبة، بل هي شهادة على الصبر والإبداع في البحث عن لغة تواصل جديدة مع كائنات أخرى، وقد استقطبت هذه القصة انتباه الكثيرين حول العالم، ليس فقط لغرابتها ولكن لما تكشفه عن القدرات الخفية في عالم البحار، حيث انطلق كرانتز في مشروعه مدفوعًا بفضول علمي وفني بحت، متسائلاً عما إذا كان يمكن لكائن بهذا الذكاء أن يتفاعل مع الموسيقى، وهو ما جعل من تجربة تعليم الأخطبوط العزف على البيانو مشروعًا يتابعه الملايين، ويطرح أسئلة عميقة حول الإدراك والإبداع لدى الكائنات غير البشرية.
بيانو مخصص وتحديات تجربة تعليم الأخطبوط العزف على البيانو
لم تكن المهمة سهلة على الإطلاق، فقد أدرك كرانتز منذ البداية أن الأدوات التقليدية لن تفي بالغرض، لذا قام بتصميم وصناعة بيانو مخصص بالكامل ليتناسب مع طبيعة تاكوياكي الجسدية وأذرعه الثمانية المرنة، حيث راقب كل تفاصيل عملية التصنيع الدقيقة لضمان أن تكون المفاتيح سهلة الضغط ومناسبة لأطراف الأذرع، ولكي يحفز الأخطبوط على التفاعل مع الآلة، ابتكر نظامًا تحفيزيًا عبقريًا أسماه “مصعد السلطعون”، وهو آلية ذكية تجعل مكافأة السلطعون تنخفض تدريجيًا مع كل نغمة صحيحة يعزفها تاكوياكي، فلا يتمكن من الحصول على طعامه إلا بعد إكمال تسلسل موسيقي محدد، وهي فكرة تشبه إلى حد كبير “شريط التقدم” في الألعاب الإلكترونية ولكن بنكهة بحرية فريدة، وقد وثقت مدونة “laughingsquid” هذه التفاصيل المبتكرة التي تعكس مدى تفاني كرانتز في إنجاح تجربة تعليم الأخطبوط العزف على البيانو.
| العنصر | التفصيل |
|---|---|
| الموسيقي | ماتياس كرانتز |
| الأخطبوط | تاكوياكي |
| مدة التدريب | حوالي 6 أشهر |
| الابتكار الرئيسي | مصعد السلطعون |
رحلة تعليم الأخطبوط العزف على البيانو: من الإخفاق إلى النجاح
كانت الأشهر الأولى من هذه المغامرة مليئة بالتحديات والإخفاقات، حيث مر كرانتز بلحظات شك كثيرة وهو يرى محاولاته المستمرة تقابل بتجاهل تام من تاكوياكي في بعض الأحيان أو بتفاعل عشوائي في أحيان أخرى؛ لكن مع مرور الوقت والمثابرة، بدأت بوادر الاستجابة تظهر على الأخطبوط، فقد بدأ يربط بين الضغط على المفاتيح والحصول على المكافأة، وبعد حوالي ستة أشهر كاملة من التدريب المكثف والصبر اللامتناهي، حدث ما كان يعتبره كرانتز مستحيلًا، حيث تمكن الثنائي من العزف معًا في أداء موسيقي ثنائي مدهش ومتناغم، وقد وصف كرانتز تلك اللحظة بأنها نقطة تحول تاريخية في مسيرته وتجربته، شعر فيها أن تاكوياكي لم يعد مجرد كائن يتفاعل بشكل غريزي، بل أصبح شريكًا فنيًا مستعدًا للعزف الفعلي بعد رحلة طويلة وشاقة من النجاحات الصغيرة والإخفاقات المحبطة.
قدرات الأخطبوط العقلية ودورها في تجربة العزف على البيانو
يرى كرانتز أن نجاح تجربة تعليم الأخطبوط العزف على البيانو لم يكن ليتحقق لولا القدرات الذهنية الاستثنائية التي يتمتع بها هذا الكائن البحري المذهل؛ فهو يمتلك مستوى ذكاء يقارن بذكاء طفل في الثالثة من عمره، بالإضافة إلى مهارة فطرية عالية في حل المشكلات والتكيف مع المواقف الجديدة، والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن لكل ذراع من أذرعه الثمانية دماغًا صغيرًا خاصًا به، مما يسمح لكل ذراع بالتفكير واتخاذ القرارات والتحرك بشكل مستقل عن بقية الأذرع، وهو ما يجعله نظريًا أشبه بثمانية عازفين منفصلين في جسد واحد، وهذه القدرة الفريدة فتحت الباب أمام إمكانيات موسيقية هائلة.
- استخدام مفاتيح مضيئة لجذب انتباه تاكوياكي.
- تصميم رافعات متحركة لتوجيه الأذرع نحو المفاتيح الصحيحة.
- استعمال سرطانات مزيفة كطُعم للتدريب دون استهلاك المكافآت الحقيقية.
على الرغم من كل هذه القدرات والمحاولات المبتكرة التي لجأ إليها الموسيقي السويدي، ظل الوصول إلى عزف منسجم ومتكامل تحديًا مستمرًا يتطلب المزيد من الوقت والجهد، مما يؤكد أن فهم لغة هذه الكائنات الذكية لا يزال في بداياته.
هذه التجربة الفريدة تسلط الضوء على عمق الذكاء في مملكة الحيوان وتفتح آفاقًا جديدة للتواصل بين الإنسان والكائنات الأخرى من خلال لغة الموسيقى العالمية، لتصبح قصة تاكوياكي وكرانتز مصدر إلهام للعلماء والفنانين على حد سواء.
