فقدان الشهية العصبي: علامات جسدية ونفسية دقيقة تقود إلى طريق التعافي

تمثل أسباب فقدان الشهية العصبي وأعراضه الجسدية والنفسية مزيجًا معقدًا من التحديات التي تتجاوز مجرد الامتناع عن الطعام؛ فهو ينبع من قلق عميق تجاه صورة الجسد ورغبة قهرية في التحكم بالوزن بأساليب قاسية، وهذا الاضطراب، كما تؤكد المصادر الطبية الموثوقة مثل موقع EverydayHealth، قد يشكل تهديدًا حقيقيًا للحياة إذا تم إهماله دون تدخل علاجي متخصص ومنظم.

تحليل شامل حول أسباب فقدان الشهية العصبي وعوامله المحفزة

يتعامل الخبراء والباحثون مع فقدان الشهية العصبي باعتباره حالة تنشأ من تفاعل معقد بين عدة عوامل وليس من سبب واحد منفرد؛ إذ تشير الدراسات إلى وجود استعداد بيولوجي لدى بعض الأشخاص يجعلهم أكثر هشاشة أمام تطوير سلوكيات غذائية مقيدة، كما يرتبط الاضطراب بسمات شخصية محددة مثل الميل إلى الكمال والدقة المفرطة، إلى جانب مستويات عالية من القلق ورغبة جامحة في السيطرة، وتزيد الضغوط الاجتماعية، كمعايير النحافة غير الواقعية أو مواجهة تحولات حياتية كبرى، من احتمالية ظهور أعراض فقدان الشهية العصبي وتفاقمها بشكل كبير.

اقرأ أيضًا: ظهور مفاجئ.. أحمد مالك وهدى المفتي معًا في حفل تامر حسني بعد شائعات ارتباطهما

على الرغم من أن الفتيات في مرحلة المراهقة والنساء الشابات يمثلن الفئة الأكثر تأثرًا بالمرض، إلا أن فهمنا لأسباب فقدان الشهية العصبي يؤكد أنه قد يصيب الرجال والأفراد من جميع الأعمار والخلفيات الثقافية؛ وتكشف البيانات الحديثة غير المتحيزة عن وجود فجوات في التشخيص، حيث إن فئات معينة، مثل الأمريكيين من أصول إفريقية، قد يعانون من المرض لفترات أطول دون الحصول على التشخيص المناسب، مما يسلط الضوء على ضرورة توسيع نطاق الوعي والفحص ليشمل الجميع.

كيف تظهر أعراضه الجسدية والنفسية وما هي علاماته الأولى؟

غالبًا ما تبدأ العلامات الأولى للاضطراب بتحول جذري وملحوظ في علاقة الشخص بالطعام، حيث يبدأ المصاب في تقليص كميات الطعام بشكل تدريجي ومتزايد، ثم يلجأ إلى استراتيجيات أخرى لخفض السعرات الحرارية المستهلكة بطرق غير صحية، مثل ممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط ومرهق، أو إساءة استخدام الملينات، أو اللجوء إلى التقيؤ المتعمد بعد تناول أي وجبة طعام، مهما كانت صغيرة.

اقرأ أيضًا: تطور غير مسبوق: وزير الصناعة يحدد مسار تصنيع السيارات في مصر باستقطاب الشركات العالمية والألمانية

على الصعيد الجسدي، يعكس الجسم حالة سوء التغذية الحاد من خلال مجموعة من التغيرات المقلقة التي تؤثر على كافة وظائفه الحيوية؛ وتتضمن هذه الأعراض سلسلة من العلامات الواضحة التي لا يمكن تجاهلها:

  • هبوط حاد ومستمر في وزن الجسم.
  • ضعف عام في العضلات وفقدان الكتلة العضلية.
  • شعور دائم بالبرد حتى في الطقس المعتدل.
  • تساقط الشعر وجفاف البشرة.
  • خلل في ضغط الدم واضطرابات في انتظام ضربات القلب.
  • مشكلات هرمونية حادة كانقطاع الطمث لدى الإناث أو انخفاض هرمون التستوستيرون لدى الذكور.

تتزامن هذه التغيرات مع سلوكيات قهرية تكشف عن حجم المعاناة النفسية للمريض، إذ يصبح مهووسًا بوزن جسده وقياساته، ويتجنب تناول الطعام في المناسبات الاجتماعية أو أمام الآخرين، وقد ينسحب تدريجيًا من دائرة علاقاته، كما يلتزم بطقوس صارمة وغريبة مرتبطة بالأكل، ويلجأ بعض المرضى إلى إخفاء نحافتهم بارتداء ملابس فضفاضة ومتعددة الطبقات، بينما يعانون داخليًا من تقلبات مزاجية حادة بسبب الجوع المستمر والضغط النفسي لفهم أعراضه الجسدية والنفسية بشكل كامل.

اقرأ أيضًا: هونر تجعل البطاريات الضخمة معيارًا أساسيًا بهاتفها الثاني سعة 10000 ميلي أمبير.

استراتيجيات العلاج لتجنب مضاعفات فقدان الشهية العصبي الخطيرة

يعتمد التشخيص الدقيق على نهج شامل لا يقتصر على المظهر الخارجي للمريض، حيث يقوم الطبيب بجمع تاريخه المرضي المفصل، وإجراء فحص جسدي دقيق، وطلب تحاليل للدم والبول، وقد يوصي بتقييم كثافة العظام أو إجراء تخطيط لكهربائية القلب، والغاية من هذه الإجراءات هي تحديد مدى تأثير نقص الوزن على أجهزة الجسم الحيوية واستبعاد أي أمراض أخرى قد تتشابه أعراضها مع فقدان الشهية العصبي، فالتشخيص المبكر هو حجر الزاوية لتفادي المضاعفات، حيث تشير المراجعات العلمية إلى أن إهمال العلاج يرفع معدل الوفيات بشكل يفوق أي اضطراب نفسي آخر.

تعتمد خطة علاج فقدان الشهية العصبي على تدخل متعدد المحاور يجمع بين جوانب مختلفة لتحقيق التعافي الشامل، كما يوضح الجدول التالي:

اقرأ أيضًا: بـ7 خطوات بسيطة.. احمِ إطارات سيارتك من التلف المفاجئ وتجنب مخاطر الطريق

محور العلاجالهدف الرئيسي
التأهيل الغذائياستعادة الوزن بشكل آمن وتدريجي بإشراف اختصاصي تغذية.
العلاج النفسيتصحيح الأفكار المشوهة حول صورة الجسد والطعام عبر العلاج المعرفي السلوكي.
العلاج الجماعيتوفير بيئة داعمة لتبادل الخبرات وكسر العزلة الاجتماعية.
العلاج الدوائيمعالجة الاضطرابات المصاحبة مثل القلق والاكتئاب.

إن استمرار الاضطراب دون تدخل علاجي يؤدي إلى أضرار جسيمة، تبدأ من فقر الدم وتدهور العضلات، وتمتد إلى اختلال الأملاح الحيوية في الجسم، وضعف عضلة القلب، ومشاكل كلوية مزمنة، وتُظهر الأبحاث أن نسبة كبيرة من المرضى قد يقدمون على الانتحار بسبب العبء النفسي الهائل، كما أن فقدان الشهية العصبي يؤثر سلبًا على الخصوبة، مسببًا اضطرابات في الإباضة ويزيد من مخاطر الإجهاض والولادة المبكرة.

غالبًا ما يتقاطع هذا الاضطراب مع حالات نفسية أخرى مثل الوسواس القهري والقلق والاكتئاب أو الشره المرضي، مما يزيد من تعقيد الحالة ويستلزم خطة علاجية دقيقة ومخصصة تراعي جميع الأبعاد النفسية والجسدية للمريض لضمان تحقيق أفضل النتائج الممكنة.

اقرأ أيضًا: مأساة في غانا.. مصرع وزيرا الدفاع والبيئة مع 6 آخرين بتحطم مروحية